أبوزيد: كمائن خان يونس تؤكد أزمة الاحتلال البشرية واللوجستية
قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبوزيد، إن تكثيف عمليات المقاومة الفلسطينية في محيط خان يونس، جنوب قطاع غزة، يعكس فشل قوات الاحتلال الإسرائيلي في فرض الطوق العسكري على المدينة رغم محاولاتها المتكررة من عدة محاور.
وأوضح أبوزيد، في تصريح صحفي، أن المقاومة الفلسطينية نجحت في تنفيذ سلسلة من الكمائن والعمليات النوعية التي تهدف إلى كسر الحصار العسكري الإسرائيلي الذي حاول فرضه على خان يونس من اتجاه القرارة شمالًا، وقِيزان النجار جنوبًا، وعبسان وبني سهيلا شرقًا، ما أدى إلى تقويض الخطة الإسرائيلية.
وكشف أبوزيد عن تطورات لافتة في تموضع القوات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الاحتلال قام، بتاريخ 16 حزيران الجاري، بسحب فرقة الاحتياط 252 من المحور الشمالي الشرقي الممتد من بيت حانون إلى جباليا وحي الشجاعية، واستبدلها بفرقة المشاة 99، بالإضافة إلى تعزيز قواته بفرقة المظليين 98، وهو ما يؤشر على حجم الخسائر التي تتكبدها إسرائيل على الأرض، لا سيما في الجبهة الشمالية للقطاع.
وأكد أبوزيد أن الجيش الإسرائيلي يواجه نقصًا حادًا في القوى البشرية نتيجة الاستنزاف المتواصل، ما دفعه إلى اعتماد تكتيك تغطية بعض المناطق بالنار كبديل للانتشار الميداني، إلا أن هذا الأسلوب – بحسبه – لم يُحل المشكلة بل أدى إلى بروز أزمة جديدة تمثلت في استنزاف الذخيرة بوتيرة مرتفعة.
وبيّن أبوزيد أن هذا الوضع قد يُفسر تصاعد وتيرة كمائن المقاومة خلال الأيام الماضية، إذ باتت تستهدف بشكل مباشر النقطة الأضعف في المنظومة العسكرية الإسرائيلية، وهي العنصر البشري.
وختم بالقول إن المقاومة استطاعت عبر تكتيكاتها المرنة والمباغِتة أن تُربك الحسابات الإسرائيلية، مما ينذر بتغيير محتمل في قواعد الاشتباك والمناورة الميدانية في الجنوب، ويجعل الاحتلال في موقف دفاعي أكثر من كونه هجوميًّا.