من يتحمّل مسؤولية مقتل عبادة عرابي؟
كتب مدير الأمن الوقائي الأسبق، العميد المتقاعد زهدي جانبيك:
بالأمس ونحن نحتفل باليوم العالمي لمكافحة المخدرات، كان الشهيد عبادة عرابي يرتقي الى جوار ربه بعد ان طعنه احد المدمنين طعنة في قلبه نفذت الى قلب أمه...فقتلته الطعنة، واماتت قلب أمه حزنا وكمدا على فلذة كبدها ...
قلنا ان التساهل في عقوبات جرائم المخدرات المتمثلة بالتعاطي والحياة والاتجار لن يؤدي الى خير ابدا ...
جميع الدول والولايات الامريكية التي تساهلت في العقوبات، و/أو قررت عدم تجريم تعاطي المخدرات تفاقمت فيها المشكلة بشكل اكبر وازدادت فيها الوفيات والأمراض الناتجة عن تعاطي المخدرات ...
سنة 2021 توسلت مجلس النواب والاعيان التدخل وعدم تعديل قانون المخدرات في الاردن، ولم تجد توسلاتي آذانا صاغية... حاورت وناقشت نوابا واعيانا ووضعت الادلة والبراهين، ولن لا حياة لمن تنادي ...
النتيجة، وبعد تعديل القانون ازدادت جرائم المخدرات بنسبة 46% ... وازداد معدل ارتكاب جرائم المخدرات وارتفع من 170 جريمة لكل 100 الف نسمة الى 220 جريمة لكل 100 الف نسمة ...
المشكلة تتفاقم
ما دام عدد جرائم المخدرات ومعدلها يرتفع كلما زادت جهود المكافحة، فهذا يعني ان نشاطات عصابات المخدرات موجودة بكثافة ومخفية عن أعين سلطات انفاذ القانون ...
قطع الطلب ووقف العرض لا يمكن ان يتم الا باستخدام اساليب خارج الصندوق ومنها على سبيل المثال تغيير فلسفة قرينة البراءة" أو "الأصل في الإنسان البراءة".
بمعنى آخر، عدم معاملة المتهم المقبوض عليه بجرائم المخدرات على أنه بريء "ماليا" بحيث يتم تجميد كافة اصوله المالية المنقولة وغير المنقولة (بالاضافة الى تلك الاصول المسجلة باسم زوجته وابنائه ووالديه وإخوته) ... وان يتم اعتبارها جميعها من اوال المخدرات الا اذا اثبت المتهم عكس ذلك ... فان عجز ان اثبات العكس يتم مصادرة كافة الاصول المجمدة ...
جريمة غدر الشهيد عبادة عرابي وكافة الاعتداءات المرتبطة بالمخدرات وبمدمنين على المخدرات يتحمل مسؤوليتها من ساهم بتعديل القوانين وتخفيف العقوبات ...