مستو: الجغرافيا تفرض كلفتها على الأردن وقت الأزمات

 

قال رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني الكابتن هيثم مستو إن الربط الجوي يمثل اليوم عصبًا أساسيًا للدول الحديثة، فلا مكان لدولة خارج شبكة الطيران العالمية، لما يمثله من سرعة وكفاءة وأمان، مقارنةً بوسائل النقل الأخرى.

وأوضح خلال جلسة "ارتدادات الصراع: التداعيات الاقتصادية للحرب الاسرائيلية الايرانية على الاردن"، المُنظّمة من قبل مؤسسة مسارات الأردنية للتنمية والتطوير، أن 58% من حركة السياحة العالمية تعتمد على الطيران، بينما يوفر هذا القطاع ما يزيد على 86 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة، ويُسهم بنحو 4.1 تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، أما في قطاع الشحن، فيمثل الطيران نحو 33% من قيمة الشحن التجاري، ما يعكس موقعه المحوري في سلاسل الإمداد للسلع عالية القيمة.

وعن النموذج الأردني، شدد مستو على أن الموقع الجغرافي للمملكة، رغم ما يحمله من امتيازات استراتيجية، إلا أنه يفرض تحديات واضحة في فترات الأزمات، فشبكات النقل البري تتأثر بتعقيدات الجوار، أما الإطلالة البحرية فهي محدودة بخليج صغير، الأمر الذي يبقي المجال الجوي هو الرئة الحيوية التي تربط الأردن بالعالم، وتوجب الاستثمار الجاد في حمايتها وتطويرها.

وأشاد بالتجربة الأردنية في التنسيق بين الجهات المدنية والعسكرية خلال التهديدات الأخيرة، حيث جرى التعامل مع المستجدات بكفاءة استباقية (Proactive)، لا بردود فعل متأخرة، فقد أُبلغت الهيئة باحتمالات تهديدات خلال دقائق، ما مكّنها من اتخاذ قرارات فورية كمنع الإقلاع أو إبقاء الطائرات في الأجواء حتى زوال الخطر.

وأشار مستو إلى أن التجارب السابقة، بدءًا من جائحة كورونا إلى التوترات الإقليمية الأخيرة، ساهمت في تعزيز مرونة قطاع الطيران، إذ سُجل نمو بنسبة 9% في أعداد المسافرين خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، بالرغم من الأوضاع في غزة، ما يدل على قدرة القطاع على التكيف.

فيما يخص النقاش الدائر حول أهمية وجود "نقل وطني"، اعتبر أن التجربة أثبتت الحاجة إليه، خصوصًا خلال الأزمات حين أوقفت عشرات شركات الطيران الأجنبية رحلاتها، مشددًا على ضرورة أن يُدار النقل الوطني بكفاءة عالية، حتى لا يتحول إلى عبء اقتصادي.