اتفاق يوقف أعنف مواجهة مباشرة بين طهران وتل أبيب
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل حيّز التنفيذ فجر الثلاثاء، بعد 12 يومًا من المواجهات العسكرية غير المسبوقة بين الطرفين، وسط ترحيب أميركي وتأكيدات من الجانبين بالتزامهما بعدم التصعيد.
وأكد الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي أن "التهديد الصاروخي الإيراني قد انتهى"، معلنًا أنه بات بإمكان المواطنين مغادرة الملاجئ، في إشارة إلى عودة الهدوء الميداني.
لكن الهدنة سبقها قصف إيراني عنيف، إذ أعلنت تل أبيب أن إيران أطلقت خمس موجات صاروخية قبيل بدء سريان الاتفاق، تسببت بمقتل ثلاثة أشخاص في مدينة بئر السبع، في أول سقوط قتلى منذ إعلان التهدئة.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن صفارات الإنذار دوت في مناطق عدة من البلاد، بالتزامن مع إطلاق الصواريخ، فيما حاولت منظومات الدفاع الجوي اعتراض الهجمات، داعيًا المواطنين إلى الاحتماء في الملاجئ.
الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أعلن عن التوصل إلى الاتفاق مساء الاثنين، قال في تصريحات لشبكة NBC News إن الهدنة "قد تستمر إلى الأبد"، معتبرًا أن الاتفاق أنهى حربًا "كادت أن تدمر الشرق الأوسط".
وأوضح ترامب أن طهران وتل أبيب أبلغتا واشنطن بعدم نيتهما شن أي هجوم عسكري ما لم تبادر الأخرى، وهو ما يشير إلى التزام مشروط من الطرفين بالتهدئة، وسط رقابة أميركية حثيثة.
وكانت إسرائيل قد شنت في 13 حزيران 2025 هجومًا موسعًا على منشآت عسكرية ونووية داخل الأراضي الإيرانية، ما أدى إلى مقتل عدد من القيادات العسكرية والعلماء النوويين، بحجة اقتراب البرنامج النووي الإيراني من "نقطة اللاعودة".
ورغم نفيها السعي لامتلاك سلاح نووي، ردت إيران بقصف مكثف طال مواقع إسرائيلية عدة، أسفر عن مقتل 25 شخصًا، كما نفذ الجيش الأميركي هجمات على ثلاث منشآت نووية إيرانية بينها منشأة فوردو تحت الأرض.
وفي تطور لافت، أعلنت طهران يوم الاثنين 24 حزيران، استهداف قاعدة العديد الأميركية في قطر بصواريخ باليستية، ردًا على الغارات الأميركية على منشآتها النووية.
ووفقًا لحصيلة رسمية، أسفرت هذه المواجهات العسكرية عن مقتل أكثر من 400 شخص في إيران، معظمهم من المدنيين، إلى جانب إصابة أكثر من 3000 آخرين، في حين أعلنت إسرائيل عن مقتل 25 شخصًا جراء الهجمات الإيرانية.