استهداف قاعدة "العديد"... فصل "مسرحية إقليمية" أم رسالة ثقيلة من إيران؟

قال مستشار شؤون الأزمات ماهر أبو طير إن استهداف قاعدة العديد العسكرية في دولة قطر – الدولة العربية المستقرة ذات النموذج الاقتصادي المتقدم – أثار تساؤلات حقيقية حول دوافع إيران ومغزى الرسائل التي سعت لإيصالها من خلال الضربة الأخيرة.


وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن اختيار هدف في دولة محورية في الخليج، تتمتع بعلاقات متوازنة ونمو اقتصادي مزدهر، لا ينسجم مع أي تصور عن "ردّ محسوب لحفظ ماء الوجه"، بقدر ما يفتح الباب أمام تفسيرات أكثر تعقيدًا تتجاوز الرد التكتيكي إلى الضغط السياسي والاستراتيجي.

إذا كانت إيران بالفعل تهدف إلى استعادة هيبتها عقب الهجوم الأمريكي، كان بإمكانها استهداف قواعد أمريكية في العراق أو سوريا – وهما بلدان يفتقران إلى البنية الدفاعية الصلبة، ويعانيان من هشاشة سياسية وأمنية واضحة – ما كان سيؤمّن لها ردًّا "رمزيًا" لا يحمل تبعات إقليمية كبرى، وفقًا لما صرح به لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، مضيفًا أن الاستهداف قد يُفسَّر كرسالة تهديد مبطّنة موجّهة إلى عموم الخليج.

ونوّه أبو طير إلى أن الولايات المتحدة كانت على علم مسبق بالضربة المحتملة، بدليل سحب طائراتها من قواعد في قطر قبل أيام قليلة من التنفيذ، مستطردًا أن هذا الأمر يعزز من فرضية أن واشنطن كانت ترصد تحركات غير اعتيادية في الأجواء، مستفيدة من قدراتها الاستخباراتية المتقدمة، وهو ما يطرح سؤالًا حساسًا حول ما إذا هل كانت الضربة جزءًا من ترتيبات "احتواء متبادل" أم أنّها تحرك فردي محسوب من طهران؟.

وما يزيد من غموض المشهد، هو غياب مؤشرات واضحة على أن قطر كانت طرفًا موافقًا – ضمنيًا أو علنيًا – على السماح باستخدام مجالها كمنصة لتمرير هذه الرسائل النارية، كما ذكر لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.

ولفت أبو طير الانتباه إلى أن الساعات والأيام القليلة المقبلة ستحدد ما إذا كانت هذه الضربة فصلًا من "مسرحية إقليمية" منظمة بإتقان، أم أنها تمثل تحوّلًا نوعيًا في قواعد الاشتباك، يهدف إلى إعادة رسم معادلات الردع والرسائل بين طهران وخصومها في الخليج.