سياسي أردني بارز: تجاهل هذا "اللاعب الإقليمي" يُهدد مستقبل المنطقة
في تصريح لافت، حذّر نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق الدكتور ممدوح العبادي من تجاهل ما وصفه بـ"الدور الحاسم" لدولة إقليمية كبرى في التصدي للمخططات التوسعية التي تهدد استقرار الشرق الأوسط، في إشارة مباشرة إلى إيران.
وقال العبادي، في تصريح، إن إيران تُعد الدولة الوحيدة التي تملك القدرة الحقيقية على مجابهة الاحتلال الإسرائيلي، في ظل انقسام عربي عميق وتغليب المصالح القُطرية على المصالح القومية، مؤكدًا أن "بوصلة طهران لا تزال ثابتة، بعكس غالبية دول الإقليم التي فقدت بوصلتها تجاه فلسطين".
وأضاف أن "إيران دولة ذات تاريخ عريق ومكانة جيوسياسية يصعب تجاوزها"، معتبرًا أن التهديدات الإسرائيلية للعرب والمسلمين أكثر فتكًا وخطورة من ما يُشاع عن تهديدات إيرانية.
توسع صهيوني معلن.. والخرائط تتحدث
وأشار العبادي إلى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ أكثر من عام ونصف على غزة والضفة الغربية، وامتداده إلى لبنان وسوريا ثم إيران، يكشف عن نوايا توسعية واضحة، معلنًا أن "ما تطرحه حكومة نتنياهو ليس أسرارًا بل خرائط صريحة لإسرائيل الكبرى التي تشمل معظم بلدان المنطقة".
إشادة بالموقف الأردني ودعوة لخطاب وطني إيجابي
وفي سياق متصل، أشاد العبادي بموقف الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني، واصفًا إياه بـ"الموقف البطولي"، مشيرًا إلى أن المملكة رغم إمكانياتها المتواضعة مقارنة ببعض الدول العربية، كانت السبّاقة في دعم غزة بالمساعدات والمستشفيات الميدانية، والتي باتت الملاذ الأخير لأهالي القطاع المحاصر.
وانتقد محاولات التقليل من الدور الأردني، معتبرًا أن "من يشكك في هذا الدور حاقد أو كاره"، داعيًا الحكومة إلى إبراز الجوانب المشرقة من المبادرات الأردنية بدلًا من الانشغال بخطابات التهديد والاستهداف.
إيران لن تنهار.. والغرب لن يذهب لحرب مفتوحة
وحول الضربات الأميركية الأخيرة على منشآت نووية إيرانية، استبعد العبادي أن تؤدي تلك الهجمات إلى إضعاف طهران أو سقوط النظام، معتبرًا أن إيران تمتلك قدرات عسكرية وتنظيمية تؤهلها لصمود طويل، وأن الاعتراف بها كقوة إقليمية كبرى هو "الطريق الوحيد لتجنب انفجار أكبر".
كما رأى أن الولايات المتحدة لن تنجرّ إلى حرب شاملة كما يطمح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مستبعدًا في الوقت نفسه انزلاق المنطقة إلى مواجهة عالمية أو دخول أطراف دولية إضافية في الصراع.
"الدعم الإيراني" ساهم في صمود غزة
وفي ختام حديثه، أشار العبادي إلى أن ما أسماه بـ"المواجهة المحتومة" بين إسرائيل ومن يدعمها من قوى غربية مع إيران، ليست مفاجئة، بل نتيجة طبيعية لمسار طويل من العداء، منذ لحظة إعلان طهران قطع علاقاتها مع تل أبيب بعد الثورة الإسلامية.
وأكد أن الدعم الإيراني كان عاملًا رئيسيًا في صمود المقاومة الفلسطينية خلال العدوان، داعيًا إلى تجاوز الخلافات العقائدية وتوحيد الصف العربي لمواجهة العدو الحقيقي الذي يهدد وحدة وأمن المنطقة بأسرها.