ما هي "إيران المختلفة" التي سيتقبلها ترامب؟... الرداد يوضح لـ"أخبار الأردن"

 

قال الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور عمر الرداد إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رأى في الضربة التي وُجّهت لإيران مؤخرًا، فرصة سانحة لاستئناف المفاوضات بشأن برنامج طهران النووي، مشيرًا إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد مع "إيران مختلفة" لا تملك القدرة على إنتاج سلاح نووي.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا الطرح يأتي في ظل تباين واضح في المواقف داخل المحور الغربي -الإسرائيلي، حيث يُرجّح أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو لا يشارك ترامب هذه الرؤية، فهو يُصرّ على ضرورة مواصلة استهداف المنشآت الإيرانية بهدف تقويض قدراتها الاستراتيجية على المدى البعيد.

وبيّن الرداد أن إيران تجد نفسها اليوم أمام خيارات محدودة ومعقّدة؛ فإما أن تذهب نحو التصعيد وتبادر بردّ عسكري مباشر، بما يحمله ذلك من مخاطر توسيع رقعة المواجهة، أو أن تعتمد نهجًا محسوبًا يتمثّل في امتصاص الضربة مع الإبقاء على خطاب الانتصار الرمزي، وربما الرد عبر رشقات صاروخية محدودة تستهدف الأراضي المحتلة دون توسيع نطاق الاستهداف الأميركي.

وأردف أن احتمالات لجوء إيران إلى ضرب قواعد أميركية – لا سيّما الفارغة منها في المنطقة – تبدو مستبعدة في هذه المرحلة، في ظل سعي طهران لتجنّب الانزلاق إلى مواجهة شاملة قد تُهدّد بنية النظام الإيراني داخليًا، فالمعطيات تُشير إلى أن إيران قد تلجأ إلى تكرار سيناريوهات مشابهة لتكتيكات "حماس" و"حزب الله"، عبر التركيز على البعد الدعائي والاحتفالي، وتوزيع الحلويات، والإعلان عن "نصر استراتيجي"، خصوصًا في ظل تأكيدها أن منشأة "فوردو" النووية ما زالت تعمل، وأن الأضرار التي لحقت بها كانت فوق سطح الأرض فقط.

واستطرد الرداد قائلًا إن سيناريوهات المرحلة المقبلة تبقى مفتوحة على احتمالات متعددة، أبرزها: خيار الرد الإيراني العنيف، وهو ما قد يدفع المنطقة إلى حافة الحرب المفتوحة، مع ما يحمله ذلك من تهديدات للنظام الإيراني داخليًا، وخيار ضبط النفس، بما يُبقي طهران في موقع "الضحية الصامدة"، دون منح خصومها ذريعة لتوسيع العمليات العسكرية.

ونوّه إلى أن مستقبل الحرب لا يتوقف فقط على طبيعة الرد من طهران، ذلك أنه يتصل بدرجة أولى بتقييم الولايات المتحدة وإسرائيل لنتائج الضربة، ومدى تحقق الأهداف منها، فكلما اندفعت إيران نحو ردود فعل غير محسوبة، زادت فرص إسرائيل في كسب دعم دولي وتبرير المزيد من العمليات العسكرية تحت عنوان "الدفاع الوقائي".