أميركا تهمس بأذن إيران: "ضربة واحدة فقط"

 

بينما تتأرجح المنطقة فوق خط نار متوتر، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن أن الإدارة الأميركية أبلغت طهران أن الضربة الأخيرة على منشآتها النووية كانت "عملية واحدة فقط"، وليست بداية حرب شاملة أو مسعى لتغيير النظام، وهذه الرسالة – بحسب مسؤول أميركي – كانت محاولة واضحة لتطويق الأزمة ومنع انفجار مواجهة مفتوحة.

في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الهجوم الصاروخي الذي نفذه على أهداف داخل إسرائيل جاء ردًا مباشرًا على القصف الأميركي، مؤكدًا أن العملية هدفت إلى إفشال خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وأكد خبراء أمنيون وأكاديميون أن الضربة الأميركية لم تكن مفاجئة، بل جاءت ضمن تحذيرات متكررة صدرت عن واشنطن خلال الأيام الماضية، ورأوا أنها تحمل رمزية سياسية أكثر من كونها إعلانًا لحرب موسعة.

الخبير الأمني اللواء المتقاعد هشام خريسات قال في تصريح لإذاعة "عين"، إن الضربة "كانت متوقعة منذ أسبوع"، وإن سيناريو الرد الإيراني قد يشمل استهداف المصالح الأميركية في المنطقة أو إغلاق مضيق باب المندب ومضيق هرمز عبر أذرع طهران.

إلا أنه رجّح أن تتفادى إيران خطوات من شأنها إحراج حلفائها، وتمتص الضربة من أجل التمهيد للعودة إلى طاولة المفاوضات، واصفًا الهجوم الأميركي بأنه محاولة لحفظ ماء وجه جميع الأطراف.

وأشار خريسات إلى أن القاذفة الأميركية التي نُفّذت بها الضربة تتجاوز قيمتها 2 مليار دولار، وقادرة على حمل صواريخ موجهة لاختراق التحصينات النووية العميقة.

أريج جبر: الرد محدود... والمفاوضات قريبة

من جانبها، قالت أستاذة العلوم السياسية د. أريج جبر إن الضربة الأميركية جاءت ضمن تفاهمات ضمنية مسبقة، وإن طهران أُعطيت مهلة كافية للتعامل مع التهديد الأميركي قبل تنفيذ العملية.

وأشارت إلى أن الرد الإيراني سيكون محسوبًا، ولن يخرج عن نطاق توافقي يمهّد لاستئناف المفاوضات النووية، معتبرة أن الأذرع الإيرانية في المنطقة ستكون الأكثر نشاطًا في المرحلة المقبلة.

ورأت جبر أن واشنطن لن تتخلى عن إيران تمامًا كـ"لاعب إقليمي مقلق"، تستفيد منه لضبط معادلات المنطقة، وقالت إن القوى الكبرى مثل روسيا لن تتدخل إلا إذا استُهدف مفاعل بوشهر الذي يعمل فيه خبراء روس، نظرًا لانشغال موسكو بجبهة أوكرانيا.

ترامب: "هجوم ناجح جداً"

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الهجوم الذي استهدف منشآت فوردو ونطنز وأصفهان بأنه "ناجح جداً"، مؤكدًا أن الضربات دمرت البنية التحتية النووية الإيرانية بدقة.

وبينما تترقب العواصم ردًّا إيرانياً منضبطاً أو تصعيداً واسعاً، يبدو أن رسائل الطرفين تشير إلى رغبة مشتركة بعدم الذهاب إلى الحرب، مع الإبقاء على خطوط النار مشتعلة سياسياً دون انفجار عسكري كامل.

ورغم التصعيد، إلا أن "أحلى سيناريوهات الردّ مُرّ"، فالمعادلة الآن: الضربة وقعت، والرد حدث... والكل يحبس أنفاسه في انتظار ما إذا كان المشهد سيُغلق عند هذا الحد، أم أنه مجرد بداية لجولة جديدة من "حرب تحت السيطرة".