العرب يعلنون موقفهم الرسمي من "العدوان الإسرائيلي على إيران"
في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، ترأس نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي، يوم الجمعة، اجتماعًا استثنائيًا لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، عُقد في مدينة إسطنبول بطلب من العراق، لبحث تداعيات الهجوم الإسرائيلي على إيران وانعكاساته على الأمن والاستقرار الإقليمي.
وجاء هذا الاجتماع الطارئ، الذي سبق انطلاق أعمال الدورة 51 لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، بهدف بلورة موقف عربي مشترك إزاء التصعيد الأخير، وسط تحذيرات من اتساع رقعة التوتر العسكري في الشرق الأوسط.
وفي بيان ختامي حاز على إجماع المشاركين، أدان وزراء الخارجية العرب العدوان الإسرائيلي على إيران، معتبرين أنه يشكل انتهاكًا واضحًا لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة، وتهديدًا مباشرًا للسلم الإقليمي.
وشدد البيان على ضرورة الوقف الفوري للهجمات ودعم المساعي الرامية لخفض التصعيد والتوصل إلى تهدئة شاملة.
دعوات للدبلوماسية وتحذيرات من اتساع دائرة النزاع
وأكد المجلس الوزاري العربي أن السبيل الوحيد للخروج من الأزمات الإقليمية هو الحوار والدبلوماسية، داعيًا إلى استئناف المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، وحثّ المجتمع الدولي، خاصة مجلس الأمن، على التحرك لوقف الانتهاكات الإسرائيلية، التي وصفها البيان بأنها خرق سافر للقانون الدولي.
وأشار الوزراء إلى أن معالجة الأزمات بشكل جذري تتطلب وقف العدوان على غزة فورًا، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، ووقف الممارسات الإسرائيلية الأحادية التي تقوّض حل الدولتين.
تحذير من الانفجار الإقليمي ودعم لجهود السلام
وحذّر البيان من أن استمرار السياسات الإسرائيلية العدوانية من شأنه دفع المنطقة نحو مزيد من الصراع، مؤكدًا أهمية عقد مؤتمر دولي للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية، ومرحّبًا باستضافة السعودية وفرنسا لهذا المؤتمر في الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما رحب باستعداد مصر لاستضافة مؤتمر لإعادة إعمار غزة، فور إعلان وقف إطلاق النار.
أمن الملاحة وسلامة المنشآت النووية في صلب النقاش
شدد الوزراء العرب على أهمية ضمان حرية الملاحة في الممرات الدولية، وتجنب تعريض الاقتصاد العالمي وأمن الطاقة لمخاطر إضافية، إلى جانب التأكيد على رفض أي استهداف للمنشآت النووية الإيرانية، لما ينطوي عليه ذلك من مخاطر إنسانية وبيئية جسيمة.
دعوة لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل
وجدد المجلس الدعوة لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وسائر أسلحة الدمار الشامل، داعيًا دول المنطقة غير المنضمة إلى معاهدة عدم الانتشار النووي للانضمام إليها، دعمًا للأمن الإقليمي والدولي، وفق مقررات القمم العربية، وآخرها قمة بغداد في أيار 2025.