قال المحلل السياسي الدكتور هزاع عبدالعزيز المجالي إن غياب المشروع العربي الموحّد جعل الأمة في موقع المتفرج، حتى أصبحت إيران الواجهة التي تدافع عن فلسطين في الوقت الذي تكتفي فيه الدول العربية بالمواقف الرمزية.

وأضاف المجالي، لإذاعة حياة إف إم، أن العرب اليوم لا يملكون إلا التصفيق لإيران حين تضرب إسرائيل بالصواريخ، على مبدأ "عدو عدوي صديقي".

وأشار إلى أن إسرائيل تتعامل مع العرب على أنهم بلا قيمة ولا إنسانية، بينما تتفاقم المآسي في قطاع غزة بين قتل وتجويع، والعالم العربي يقف متفرجًا بلا قرار أو موقف فاعل.

وفي انتقاد لاذع للواقع العربي، قال المجالي: "الكيان الإسرائيلي يطبّق مبدأً عربيًا شهيرًا: يجلس في حضني وينتف في لحيتي، وإيران هي التي تدافع عنا بدلًا منا، نتيجة غياب المشروع العربي والموقف الموحد".

وأكد أن أي دولة عربية تحاول مناكفة إسرائيل قد تواجه مصيرًا شبيهًا بما يحدث في غزة، في ظل واقع عربي هشّ، حيث تتحول المواقف إلى مظاهرات عابرة، يعقبها عودة لمتابعة مسلسل "قتل الإنسان العربي"، وفق تعبيره.

ولفت المجالي إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة أصبحتا تتحكمان بالقانون الدولي العرفي، بينما يكتفي بقية العالم بالمشاهدة، دون القدرة على وقف الجرائم أو مساءلة مرتكبيها.

وختم حديثه بالقول إن الأمة العربية والإسلامية تمر بحالة من الذل غير المسبوق تاريخيًا، حيث لم تعد المنظمات العربية والإسلامية تملك سوى بيانات الشجب والاستنكار، في وقت تفعل فيه إسرائيل والولايات المتحدة ما تشاءان دون رادع أو مساءلة، مستمرة في التعامل مع المنطقة بـ"عقلية الفوقية"، على حد وصفه.