هل تنخرط أميركا مباشرة في الحرب؟.. خبير عسكري يجيب

 

رأى الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد فايز الدويري أن احتمال انخراط الولايات المتحدة عسكريًا في التصعيد الدائر بين إيران وإسرائيل أصبح خيارًا مطروحًا على الطاولة، في ضوء التحولات الميدانية والتطورات السياسية المتسارعة، لافتًا إلى أن عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئة من كندا إلى واشنطن تحمل دلالات قوية على تعاظم هذا الاحتمال.

وأوضح الدويري، في تحليل خاص للمشهد العسكري، أن التصعيد الجاري يتسم باتساع النطاق الجغرافي وارتفاع مستوى التعقيد النوعي، الأمر الذي ينذر بتحوّله إلى صراع إقليمي شامل، تتداخل فيه الأهداف التكتيكية مع الاستراتيجيات بعيدة المدى.

ترامب يدير الأزمة من غرفة العمليات

وبحسب المعلومات، فإن الرئيس الأميركي أمر فور عودته من كندا بانعقاد فوري لفريقه للأمن القومي في غرفة العمليات لمتابعة تطورات الملف الإيراني، بعد سلسلة تحذيرات أطلقها عبر منصته "تروث سوشيال"، قال فيها: "كان على إيران أن توقّع الاتفاق حين طلبتُ ذلك.. لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي"، داعيًا سكان العاصمة طهران إلى الإخلاء الفوري.

وفي السياق ذاته، ذكرت تقارير إسرائيلية أن تل أبيب طلبت من إدارة ترامب دعمًا مباشرًا لاستهداف مفاعل "فوردو" النووي المحصن تحت الأرض، في حال فشلت الوسائل الدبلوماسية في وقف تقدم البرنامج النووي الإيراني، باعتباره أحد الأهداف الحاسمة في هذه المواجهة.

بنك الأهداف يتسع.. والحرب تخرج عن النمط التقليدي

وعلى الأرض، يشير الدويري إلى أن نمط العمليات الإسرائيلية يكشف عن توجه لتوسيع "بنك الأهداف" ليشمل مختلف أنحاء الجغرافيا الإيرانية، وليس فقط منشآت الحرس الثوري أو مراكز القيادة التقليدية.

وحتى مساء الاثنين، لم يصدر موقف أميركي رسمي يؤكد التدخل العسكري المباشر، لكن المؤشرات السياسية والعسكرية كانت تميل نحو تدخل جزئي على الأقل، بحسب التحليلات الميدانية.

وقد طالت الضربات الإسرائيلية مواقع حيوية من تبريز إلى بوشهر، بما في ذلك منشآت صناعية وأمنية ومراكز تخزين صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل رئيس أركان الحرب في الحرس الثوري اللواء علي شادماني، خلال عملية دقيقة نُفّذت في قلب العاصمة طهران.

رد إيراني مزدوج: طائرات مسيرة وصواريخ دقيقة

من جهته، أعلن الحرس الثوري الإيراني شنّ هجمات قوية باستخدام أسلحة دقيقة، استهدفت مواقع إسرائيلية حساسة في تل أبيب، أبرزها مركز استخبارات الجيش وموقع تخطيط عمليات الاغتيال.

كما كشفت السلطات الإيرانية عن اعتقال شخص قالت إنه يتبع لجهاز "الموساد"، كان يشارك في تصنيع وتجريب متفجرات في مدينة كرج غرب طهران.

تحوّل في طبيعة الضربات وتغيير في قواعد الاشتباك

يؤكد الدويري أن المواجهة الحالية تعكس توجّهًا مزدوجًا من الجانبين: من جهة إسرائيل: لتثبيت قواعد اشتباك جديدة، وتوسيع نطاق الردع، ومن جهة إيران: لاختبار حدود الاستنزاف الإسرائيلي والقدرة على الردع المتبادل.

ويضيف أن طبيعة الأهداف وتنوّعها تؤشر إلى انتقال واضح من ضربات رمزية إلى عمليات عسكرية استراتيجية، تعتمد على الدقة العالية والاستهداف النوعي.

خيار الحرب.. العقيدة الأميركية تحت الاختبار

وفي تقييمه للموقف الأميركي، أشار الدويري إلى أن التاريخ العسكري للولايات المتحدة يزخر بتجارب دخول حروب دون تحقيق أهداف حاسمة، مما يثير تساؤلات حول مدى استعداد واشنطن لخوض مواجهة مفتوحة مع طهران.

ويرى أن وجود جماعات اليمين المسيحي المتطرف داخل الدائرة الضيقة المحيطة بالرئيس ترامب، قد يدفع نحو تبني خيار الحرب بقوة، لكنه يبقى مرهونًا بمدى التصعيد الإيراني في الأيام القليلة المقبلة.