تواصل التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل لليوم الخامس على التوالي، وسط تبادل مكثف للصواريخ والضربات الجوية، ما أثار قلقاً دولياً واسعاً من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، في وقت دعا فيه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى "إخلاء طهران فوراً".

ورغم دعوات التهدئة من المجتمع الدولي، لا تُظهر طهران أو تل أبيب أي مؤشرات على التراجع، بعد أن بدأت المواجهات يوم الجمعة بهجوم إسرائيلي استهدف منع إيران من امتلاك سلاح نووي، بحسب الرواية الإسرائيلية.

ومع اشتداد القصف المتبادل، استهدفت الضربات الإسرائيلية منشآت حساسة من بينها مبنى التلفزيون الإيراني، في حين أطلق الحرس الثوري الإيراني دفعات من المسيرات والصواريخ، وفعّلت كل من إسرائيل وإيران دفاعاتهما الجوية عدة مرات خلال الليل.

في السياق، دعت الصين رعاياها إلى مغادرة إسرائيل فوراً، فيما أعلنت واشنطن إرسال تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط، من بينها تغيير مسار حاملة الطائرات "نيميتز" باتجاه المنطقة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت صواريخ على أراضيه فجر الثلاثاء، بينما أفاد مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن الهجمات الإيرانية أسفرت عن مقتل 24 شخصًا منذ بدء المواجهات، في حين أوقعت الضربات الإسرائيلية 224 قتيلاً ومئات الجرحى داخل إيران، بحسب أرقام رسمية.

وفي تطور لافت، أعلن الهلال الأحمر الإيراني مقتل ثلاثة من عناصره أثناء أداء واجبهم في طهران، كما توقّف بث التلفزيون الإيراني مؤقتًا بسبب هجوم مباشر على مقره.

من جانبه، قال نتنياهو في مؤتمر صحفي إن إسرائيل "تغيّر وجه الشرق الأوسط"، مشيرًا إلى قتل عدد من القادة الإيرانيين وتوعد بملاحقة باقي القيادات، وأضاف: "اغتيال خامنئي سينهي النزاع".

على الجانب الدبلوماسي، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من خطأ محاولة تغيير النظام الإيراني بالقوة، داعياً إلى وقف استهداف المدنيين، فيما أكدت إيران أن الهجمات الإسرائيلية تقوض الجهود الدبلوماسية، مشيرة إلى أن واشنطن قادرة على إنهاء الحرب "باتصال هاتفي واحد"، وفق تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي.

وكشفت مصادر لموقع "أكسيوس" أن واشنطن تبحث عقد لقاء هذا الأسبوع بين مبعوثها ستيف ويتكوف والوزير الإيراني عراقجي، لمناقشة البرنامج النووي ووقف التصعيد.

إسرائيل، من جانبها، أعلنت تدمير منشأة نطنز النووية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية نفت وجود مؤشرات على تضرر الجزء الواقع تحت الأرض في الموقع النووي الرئيسي.