الدويري: إيران بحاجة لـ4 مرتكزات لردع إسرائيل

 

قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن الصراع القائم بين إيران وإسرائيل يتمحور حول معادلة الردع، إذ تسعى إسرائيل للحفاظ على "تفوق الردع"، بينما تسعى إيران إلى تثبيت "توازن الردع"، معتبراً أن نجاح إيران في تحقيق هذا التوازن كفيل بتقليص أمد الحرب الحالية.

وفي تحليله للمشهد العسكري المتصاعد، أوضح الدويري أن إسرائيل تستند في تفوقها إلى قدرات سلاحها الجوي المتطورة وتفوقها التكنولوجي، مستدلاً بحرية حركة مقاتلاتها في الأجواء الإيرانية، التي تعكس اختلال ميزان الردع لصالح تل أبيب.

4 مرتكزات استراتيجية لإيران
وأكد الدويري أن على إيران الالتزام بأربعة مرتكزات عسكرية إذا ما أرادت تثبيت توازن الردع وتقصير أمد الحرب، مشيراً إلى أن طهران بدأت فعلاً في تطبيق بعض هذه المرتكزات بشكل جزئي:

1. التزامن والتكامل في الهجمات
ضرورة تنسيق الضربات بحيث تصل المسيّرات، والصواريخ الباليستية، والصواريخ فرط الصوتية إلى أهدافها في الوقت ذاته.

الهدف من هذا التزامن هو إغراق المجال الجوي الإسرائيلي وتشويش وإضعاف فاعلية منظومات الدفاع الجوي.

2. التصعيد النوعي والكمي
اعتماد نهج تصعيدي من حيث عدد ونوع الصواريخ؛ إذ أطلقت إيران 200 صاروخ في اليوم الأول و80 في اليوم الثاني.

الصواريخ الباليستية يمكن اعتراضها، لكن الصواريخ فرط الصوتية أكثر مراوغة وصعوبة في التصدي لها.

الدمج بين النوعية والكمية يُحدث تأثيراً مضاعفاً، خاصة مع تفعيل عنصر التزامن الزمني.

3. التمدد الأفقي والعمودي
ينبغي أن تشمل الهجمات الإيرانية كامل الجغرافيا الإسرائيلية، من الشمال إلى الجنوب.

رغم أن إيران استهدفت مواقع في تل أبيب وحيفا والوسط، إلا أن العمليات لم تغطِّ بعد كامل الأراضي المحتلة، وهو ما يتطلب توسعاً أفقياً.

4. انتقاء الأهداف الحيوية
استهداف منشآت ذات بُعد استراتيجي مثل مصفاة حيفا ومعهد وايزمان للأبحاث.

هذا النوع من الأهداف يطال البنية العسكرية والعلمية والاقتصادية، ما يزيد من كلفة الحرب على إسرائيل ويضعف قدرتها على الصمود.

تداعيات الضربات الأخيرة
وذكر الدويري أن الضربات الإيرانية الأخيرة التي استهدفت منشآت حيوية مثل مصفاة النفط في حيفا ومعهد وايزمان، تشير إلى تغير في قواعد الاشتباك واتجاه إيران نحو الأهداف الحساسة. وقال إن مواصلة هذا النهج ستدفع إسرائيل إلى إعادة حساب كلفة الحرب، خاصة في ظل ما وصفه بـ"تقلب مواقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب".

وكانت إسرائيل قد تعرضت الليلة الماضية لهجوم صاروخي واسع من إيران على دفعتين، أسفر عن دمار وخسائر بشرية في تل أبيب وحيفا، فيما قالت مصادر إيرانية إن الصواريخ المستخدمة تكتيكية ومزودة برؤوس شديدة الانفجار.

وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، تضررت خطوط أنابيب وخدمات في مصفاة حيفا، بينما أكد معهد وايزمان أن منشآت بحثية تابعة له تضررت جراء القصف.