قال المحلل السياسي والدبلوماسي الدكتور بسام العموش، إن إيران تحاول من خلال الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة أن تبعث برسالة مفادها أنها قادرة على الرد، لكنها في الوقت ذاته لا تسعى إلى الانجرار نحو حرب شاملة قد تنتهي بمنتصر ومنهزم.

وأوضح العموش، لإذاعة "عين"، أن طهران تدرك جيدًا أن إسرائيل هي الطرف الأكثر اندفاعًا نحو المواجهة العسكرية، محذراً من أن اتساع رقعة القتال وتدخل الدول الغربية بشكل مباشر سيؤدي ببساطة إلى نهاية النظام الإيراني.

وأضاف أن إيران تسعى إلى "حفظ ماء الوجه" عبر الرد المحدود بالصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه الأراضي المحتلة، دون الذهاب نحو تصعيد شامل.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدعو إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، لكن الأخيرة ترفض ذلك حالياً، خصوصاً بعد تلقيها ضربات موجعة تمثلت باغتيال قادة عسكريين بارزين وعلماء، مشدداً على أن "إيران لن تتفاوض وهي مكسورة".

وفيما يتعلق بالحديث عن دعم باكستاني محتمل لإيران، استبعد العموش هذا السيناريو، مبيناً أن مثل هذا التحرك من قبل إسلام آباد قد يدفع الهند – خصمها التقليدي – إلى دعم إسرائيل، ما يهدد بتوسيع رقعة النزاع على نحو خطير، خاصة في ظل الدعم الغربي المستمر لتل أبيب.

وعن استخدام إيران للأجواء الأردنية خلال الهجمات، أشار العموش إلى أن ذلك قد يكون مرتبطاً بتحركات أذرع طهران في العراق، ما يجعل المجال الجوي الأردني ممراً جغرافياً أقرب تجاه إسرائيل، لكنه أكد في الوقت ذاته أن الأردن عبّر بوضوح عن رفضه استخدام أجوائه من أي طرف في هذا الصراع.

واختتم العموش حديثه بالتأكيد على أن معظم الضربات التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي تستهدف مواقع في الشمال الغربي من إيران، مما يجعل الأراضي السورية الأقرب جغرافياً لتنفيذ مثل هذه الضربات، مؤكداً أن العلاقات الأردنية الإيرانية تتسم بالحذر الشديد، وتتأرجح بين التوتر والبرود دون أن تصل إلى القطيعة التامة.