هل الأطراف العربية مستعدة للمعادلة الجديدة؟

قال الباحث في مركز الإمارات للسياسات الدكتور محمد الزغول إن معادلات القوة في المنطقة تتغير من دون أن يصحب هذا التغير تحوّل في الهياكل المؤسِّسة للقوى الفاعلة، ذلك أن ما نشهده فعليًا هو انتقالٌ تدريجي في طبيعة القوة ذاتها؛ من تفوق عسكري تقليدي إلى سعيٍ حثيث نحو الهيمنة الكاملة.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن إسرائيل، التي كانت حتى عهد قريب تُصنَّف كقوة إقليمية متفوقة من حيث التسليح والنفوذ الاستخباري والدعم الدولي، بدأت تخطو فعليًا نحو مشروع الهيمنة المستقرة عبر آليات القبول السياسي والاختراق الناعم للبُنى السيادية في محيطها الإقليمي.

وبيّن الزغول أن هذا التحول لا يعني، بالضرورة، انهيار النظام الإقليمي القائم أو إعادة ترسيم واضحة للحدود أو للسلطة، لكنه يشير إلى تبلور نسق جديد من التراتبية الإقليمية، تتربع فيه إسرائيل على قمة الهرم، لا بوصفها الطرف الأقوى فقط، وإنما بوصفها القوة المرجعية التي يُعاد تعريف المصالح الإقليمية من خلالها.

وطرح عدة تساؤلات حول استعداد الأطراف العربية – وخاصة القوى المركزية منها – لإعادة التفاوض على مواقعها ضمن هذا النظام الجديد، مضيفًا أن الهيمنة تتطلب شرعية وظيفية، ومشاركة مقنَّعة، وقبولًا ضمنيًا أو معلنًا من "اللاعبين الثانويين"، وهو ما لم يُحسم بعد، وما يزال مجالًا مفتوحًا أمام التفاوض والمناورة السياسية.

وأردف الزغول أن التحدي يكمن في مواجهة التفوق الإسرائيلي، وفي القدرة على صياغة موقف عربي جماعي قادر على التعاطي بواقعية استراتيجية دون الوقوع في فخّ التبعية أو الاستسلام لوقائع القوة، فالهامش لا يزال متاحًا، لكنه يتقلص بسرعة.