أبوزيد: الدبلوماسية قد تسبق الانفجار
رأى الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن التصعيد الأخير في الخطاب الإقليمي والدولي تجاه إيران، بما في ذلك سحب واشنطن لعدد من موظفيها من بعض سفاراتها في المنطقة، إلى جانب الضجة الإعلامية المتصاعدة حول ضربة وشيكة، يعكس تلويحاً بالورقة العسكرية لكنه لا يُعبر عن خيار تفضله الولايات المتحدة في هذه المرحلة.
وأكد أبو زيد أن أي ضربة عسكرية فعالة ضد إيران لا يمكن أن تكون خاطفة أو محدودة، نظراً لحجم البنية التحتية النووية التي تحتاج إلى حملة جوية متواصلة تمتد لأسابيع، وهي عملية لا تستطيع إسرائيل تنفيذها منفردة لاعتبارات تتعلق بالقدرات العملياتية واللوجستية.
وأضاف أن التحركات العسكرية على الأرض لا توحي بقرب مواجهة؛ بل على العكس، شهدنا خلال الأيام الماضية سحب حاملة الطائرات الأمريكية "ترومان" من البحر الأحمر، ما يشير إلى أن الأجواء تتجه نحو تسويات اللحظات الأخيرة قبيل الدخول في الجولة السادسة من المفاوضات، والتي يرجح أبو زيد أن تنطلق قريباً، رغم التصريحات الأمريكية التي تنفي تحديد موعد لها حتى الآن، مرجّحاً أن تُعقد يوم الأحد المقبل.
وفي تحليله للمشهد التفاوضي، شبّه أبو زيد الظروف الراهنة بتلك التي رافقت مفاوضات الاتفاق النووي في 2015، حين قاد الرئيس الإيراني آنذاك حسن روحاني، ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، جهود التفاوض مع مجموعة "5+1"، مشيراً إلى أن ذات المدرسة التفاوضية تعود اليوم بقيادة التيار الإصلاحي الإيراني، ممثلاً بوزير الخارجية عباس عراقجي، أحد أبرز وجوه مدرسة ظريف الدبلوماسية.
ويقابل هذا المشهد – وفقاً لأبو زيد – توفر رغبة أمريكية في التوصل إلى اتفاق يلبي معاييرها الأمنية والسياسية، وهو ما قد يدفع بالمفاوض الإيراني إلى تقسيم الاتفاق إلى مراحل، بما يُسهل تمريره داخلياً وخارجياً.
وختم أبو زيد تحليله بالإشارة إلى أن فرص نجاح الاتفاق تفوق احتمالات فشله، رغم حدة التصريحات ومحاولات بعض القوى الإقليمية، وفي مقدمتها إسرائيل، تغليب الخيار العسكري، مستغلة زخمها السياسي الأخير بعد تجاوز أزمة حل الكنيست. واعتبر أن المرحلة المقبلة قد تُفضي إلى اتفاق معدل ومهجن، يستند إلى اتفاق 2015، مع تعديلات جوهرية تتعلق بملف تخصيب اليورانيوم.