العربيات يكتب: النموذج الوطني يعلو ، حين تنتصر الوطنية الأردنية الأصيلة على شعارات الحزبيات ومزايدات الأجندات
الأردن / هاشم أمين عربيات .
اليوم، فاز أبو عبود، لكن الحقيقة الأعمق أن الوطنية الأردنية هي التي فازت ، فازت على التحزّب المغلق، على التجييش المؤدلج، على الحركات المعلّبة، وعلى التيارات التي تفتقر للبرامج ولا تملك سوى الشعارات.
في وطنٍ لم تُطفئ نيرانه الظروف، ولم تنحنِ قممه لعواصف الاستقطاب والانقسام، يطلّ علينا نموذجٌ مختلف، صادق في وطنيته، نظيف في مسيرته، ثابت في مواقفه، لا يتخفى خلف شعار، ولا يتلون بلون فكرٍ دخيل. في زمن تتزاحم فيه الخطابات وتتعدد فيه الولاءات وتتشظى فيه التوجهات، انتصر نموذج وطني نقيّ على كل ما عداه، وتقدّم الصفوف بلا دعمٍ حزبي، ولا رافعة مناطقية، ولا أجندة تُحاك في الغرف المغلقة.
إنه نقيب المحامين الأردنيين، يحيى أبو عبود، رجل المرحلة، ورمز الشفافية الوطنية الصلبة التي لا تساوم على الأردن، ولا تتاجر باسمه، ولا تقايض المبادئ بالشعبويات. في دورته الأولى، عندما كانت قضية قانون الجرائم الإلكترونية مشتعلة وجدليّة بكل المقاييس، لم يخفِ رأيه، ولم يتهامس بملاحظاته. بل وقف بكل وضوح أمام الجميع، وقالها بصوته العالي: "هنا... تغوُّل على الحريات، وهنا يجب أن نقف".
أبو عبود، لم يتحدث يومًا باسم تيار، لم يتوشح برداء أيديولوجي، لم يقايض موقفًا بوعود، ولم يُغرق ساحة النقابة بالشعارات. كان حزبُهُ هو الوطن، وكان خطابه الأردني البحت كافياً ليستنهض آلاف المحامين والمواطنين الذين رأوا فيه الأمل، لا التكرار. انتخبوه في مشهد ملتهب انتخابيًا، لا لأنهم من محافظة واحدة، ولا لأنهم أبناء تيار واحد، بل لأنهم آمنوا أن الصوت الصادق لا يحتاج مكبرات.
هكذا تنتصر الوطنية الأصيلة على كل النماذج المهجنة.
هكذا تُهزم الشعارات المستهلكة أمام خطاب الفعل والموقف.
هكذا يتقدم من يعمل، ويخفت من يزاود.
ليس صدفة أن يُعاد انتخابه، بل تأكيدٌ شعبيّ عارم أن الأردنيين، حين يجدون الصدق، يُجمعون.
وأنهم، حين تُترك لهم حرية الاختيار، لا ينحازون إلّا لمن يُشبههم، من يعبّر عنهم، من يُدافع عنهم في الميدان لا في التصريحات.
اليوم، فاز أبو عبود، لكن الحقيقة الأعمق أن الوطنية الأردنية هي التي فازت.
فازت على التحزّب المغلق، على التجييش المؤدلج، على الحركات المعلّبة، وعلى التيارات التي تفتقر للبرامج ولا تملك سوى الشعارات.
في ظل معركة شرسة، لم يكن فيها عنوانه دينيًا، ولا يساريًا، ولا حتى وسطيًا حزبيًا، بل كان أردنيًا حتى النخاع... تقدّم يحيى أبو عبود. ومن خلفه، تقدّمت قيمنا. قيم نقية لا تتبدل، ومواقف راسخة لا تتلون.
ولمن يسأل عن سرّ هذا الالتفاف الكبير حوله، نقول بكل وضوح:
في وطن يُحب من يحبه، ويكافئ من يخدمه، لا مكان إلا للنموذج الوطني الحقيقي، الذي يبني لا يهدم، يوحّد لا يفرّق، ويعلو لا ينحني.
ختاما وفي عمق الرسالة : نعم، لقد نجحت الوطنية الأردنية الأصيلة، وعلت على كل ما عداها...
الف الف مبروووك لنقيب المحامين الأردنيين ولكل أعضاء النقابة وفقكم الله تعالى لخدمة الأردن ونقابتكم ولكل ما يحقق مصلحة للأردن والأردنيين جميعا .
حفظ الله الأردن أرضا وشعبا وقيادة .