الرنتاوي لـ"أخبار الأردن": حماس قدمت تنازلات حاسمة

 

قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية، عريب الرنتاوي، إن حالة من "الضبابية والتضارب" ما تزال تلف المشهد، رغم ما أشيع عن موافقة حركة حماس على "مقترح معدل" تقدم به الوسيط الأمريكي دانيل ويتكوف، في إطار جهود الوساطة المتواصلة للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وأوضح في تصريح خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن حماس أبدت موافقة مبدئية على المقترح الجديد، مع طلبها لضمانات أمريكية واضحة بشأن تنفيذ الاتفاق والانتقال إلى مفاوضات جدية لوقف الحرب، إلا أن التصريحات المتزامنة من الجانب الإسرائيلي، وعلى رأسها من تل أبيب، أكدت أن "ما وافقت عليه حماس، هو ذات المبادرة التي ترفضها إسرائيل"، مما أعاد نبرة التهديدات العسكرية، وتحديدًا ما تسرّب عن خطة للسيطرة على 75% من قطاع غزة خلال الشهرين القادمين.

ورغم ما وصفه نتنياهو بـ"أخبار سارة قريبة" تتعلق بالمحتجزين الإسرائيليين لدى حماس، رأى الرنتاوي أن مثل هذه التصريحات غالبًا ما تهدف إلى استهلاك داخلي، لطمأنة الرأي العام الإسرائيلي وعائلات الأسرى، وغالبًا ما تتراجع عنها القيادة لاحقًا محملة حماس مسؤولية فشل الصفقة، كما حدث مرارًا.

وحول الأنباء التي تتحدث عن هدنة تمتد لـ70 يومًا، أردف أن الطرف المستفيد من وقف إطلاق النار هو الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يُباد جماعيًا بالقصف أو بالجوع أو المرض، وإذا ما تحققت هذه الهدنة، فإن الغزيين هم المنتصرون الحقيقيون، بعيدًا عن حسابات الربح والخسارة السياسية."

وأضاف أن حركة حماس، رغم التنازلات التي قدمتها، ستكون أيضًا ضمن الأطراف المستفيدة، لا سيما في حال فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها العسكرية والسياسية، مشيرًا إلى أن استمرار المجازر اليومية التي تُزهق أرواح أكثر من مئة شهيد يوميًا، تجعل من التوصل لأي هدنة، ضرورة إنسانية عاجلة قبل أن تكون خيارًا سياسيًا.

وفي معرض حديثه عن الاستقالة المفاجئة للمدير التنفيذي لمؤسسة "غزة الإنسانية"، لفت الرنتاوي الانتباه إلى أن ذلك يكشف عن "حقيقة المشروع الإسرائيلي" في إدارة الملف الإنساني، مشيرًا إلى أن المؤسسة جزء من خطة تهدف إلى تطويق حماس، وتركيع سكان غزة، ودفعهم نحو الهجرة القسرية من شمال القطاع إلى جنوبه.

واستطرد قائلًا إن معظم المنظمات الإنسانية رفضت المشروع، واعتبرته أداة جديدة في حملة "عسكرة العمل الإغاثي وتسييسه"، وهو ما كشفته الاستقالة الأخيرة، التي تعكس حجم التناقض بين الشعار الإنساني والمضمون الأمني لهذا المشروع.

واختتم الرنتاوي حديثه بالإشارة إلى أن ما نريده اليوم يتمثل في فك حقيقي للحصار، ووقف شامل للعدوان، يضمن كرامة الإنسان الفلسطيني في غزة، ويعيد الأمل بإمكانية بناء حل سياسي عادل ودائم.