الدباس يكتب : الاستقلال.. مناسبة.. لا تخص كافة الأردنيين!

 

الدكتور محمود عواد الدباس

1/3

من يقرأ المشهد السياسي يدرك أن مناسبة الاستقلال في هذا اليوم، كما هي في كل سنة ماضية، أنها مناسبة لا تخص كافة الأردنيين. في توضيح ذلك الاستنتاج السياسي، أقول إنه وبالنسبة للتيار الإسلامي فإن مناسبة الاستقلال هي مناسبة ليست على رأس أولوياتهم، مع الإشارة إلى مجاملة بسيطة من أفرادهم. أما اليسار فهم أكثر وضوحًا، فهو يقول إنه ليس هنالك استقلال، إنما هي تبعية اقتصادية لمركز رأس المال العالمي تزداد يومًا بعد يوم، مع تبعات ذلك الاجتماعية. بالتالي، فإن هذه المناسبة تخص اليمين الوطني فقط. في مزيد من الشرح بما يخص مواقف القوى الإسلامية واليسارية، فهي قوى ولدت بعد الاستقلال بسنوات، فمن هنا فلا يوجد لها تاريخ أو بصمة في الحصول على الاستقلال.

2/3

 في التوقف على مزيد من الأسباب التي تخص درجة الحرارة في الاحتفال بمناسبة الاستقلال، فهو يخص طريقة الحصول على الاستقلال. ذاك أنه وفي بعض الدول العربية فإن طريق الاستقلال كان عبر تقديم فاتورة كبيرة من التضحيات والدماء. لكن نحن في الأردن، فإن الحصول على الاستقلال جاء عبر مفاوضات سياسية. لذلك لا يشعر الأردنيون أن ثمنًا قاسيًا قد تم دفعه من أجل الحصول على الاستقلال. في مزيد من الأسباب، فهنالك سبب يعود إلى الأصول الجغرافية الوطنية للأردنيين الذين يحملون الجنسية الأردنية. نذكر هنا  أن نسبة من هم من خارج الأصول الشرق أردنية هي  (30%). وهؤلاء فإن جزءًا منهم لا يشعر أنه أردني من ناحية فعلية، وبالتالي فإن الأمر لا يعنيه.

3/3

ختامًا، فإن مناسبة الاستقلال هي عناوين اثنين: سياسي واقتصادي. سياسيًا، فإن الاستقلال هو إحدى المنجزات السياسية للدولة الأردنية ضمن منجزات سبقت ومنجزات تبعت. لكن اقتصاديًا، فهي تحدي صعب جدًا، تزداد صعوبته سنة بعد أخرى. وفي هذه فنحن مثل غيرنا، أسوة بعدد كبير جدًا من دول العالم. هذه هي الحقيقة التي يجب أن نعترف بها. ربحنا سياسيا و خسرنا اقتصاديا ؟.