الحربي يكتب: كيف يستقيم دعم الإعلام مع تحميل الصحفيين أعباء لا تُحتمل يادولة الرئيس؟
سامي الحربي
في الوقت الذي يؤكد فيه دولة رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان – خلال لقائه بنقيب الصحفيين – حرص الحكومة على "دعم الإعلام" و"تعزيز استقلاليته ومهنيته"، نشهد على أرض الواقع قرارات تتنافى كلياً مع هذا التوجه، أبرزها ما تفرضه هيئة الخدمة المدنية من إلزام الصحفيين العاملين في مؤسسات مثل مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردنية ووكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بدوام لا يقل عن ٣٥ ساعة أسبوعياً، وكأنهم يعملون ضمن وظائف مكتبية تقليدية لا إعلامية ميدانية.
هل يُعقل أن يُطبّق هذا النظام على صحفيين يعملون وفق نظام الورديات (الشفتات)، ويغطّون الأحداث طوال أيام السنة دون عطل رسمية أو إجازات موسمية؟ كيف يُساوى من يعمل في الليل والنهار، في الميدان والمكتب والاستوديو، بمن يعمل ضمن ساعات مكتبية ثابتة؟
إننا أمام "مفارقة غريبة" بين خطاب سياسي يَعِد بدعم الإعلام وتطويره، وواقع تنظيمي يُثقل كاهل الصحفيين ويستنزف طاقاتهم، بما يُهدد جودة المضمون الإعلامي ويقوّض الاستقرار المهني للعاملين فيه.
فهل المطلوب من الصحفي أن يُثبت التزامه بالدوام على الورق فقط، حتى لو كان ذلك على حساب عمله الميداني، أو صحته، أو عائلته؟
وهل تُبنى مهنية الإعلام بهذه الطريقة؟
دعم الإعلام لا يكون بالشعارات... بل بإصلاح القرارات التي تحوّل مهنة الصحافة إلى عبء بيروقراطي مرهق.