الأردن يزخر بمواقع مهمة للحج المسيحي

 

تسعى هيئة موقع المغطس الذي يتجلى بقيمة دينية وتاريخية، وروحانيات فريدة من نوعها عالميا، الى تحسين تجربة حجاج وزوار الموقع بشكل دائم من خلال توفير الخدمات التي تتناسب مع رغبة الحجاج والزوار وتوفير أفضل الخدمات ووسائل النقل الداخلية ضمن برامج منظمة يقودها ادلاء مؤهلون آخذين بعين الاعتبار الاشخاص ذوي الاعاقة، وفقا لمدير عام هيئة المغطس المهندس رستم مكجيان.

وقال مكجيان إلى الرأي ان هيئة موقع المغطس بدأت منذ تأسيسها بتطوير الموقع وتحسين خدماته لإرضاء احتياجات الزوار والحجاج بما يليق بأهمية الموقع الدينية والتاريخية، مع الاخذ بعين الاعتبار عدم المساس بروحانية الموقع لإعطاء التجربة الدينية الفريدة التي يمتاز بها الموقع.

وعن اعداد زوار موقع المغطس بين مكجيان، ان ارقام زوار الموقع خلال الأربع أشهر من العام 2024 قد بلغت (29) الف حاج في حين ان المدة نفسها من عام 2025 قد شهدت ارتفاعا بأعداد الزوار والحجاج وصل الى 34621 بنسبة زيادة حوالي 20%، علماً بأن اعداد الحجاج والزوار لنفس الفترة من عام 2023 كانت 84289 ألف زائر.

واشار ان تقييم واقع اعداد الزوار خلال الأعوام 2024 و2025 مع العام 2023 اظهر ان هنالك انخفاض واضح جداً نتيجة الاحداث السياسية في غزة والضفة الغربية ادى الى تناقص اعداد الزوار بنسبة انخفاض وصلت الى 59%، ما يؤكد على أن أعداد زوار موقع المغطس تثأثر مباشرة مع الاحداث الدولية المحيطة،ةمؤكدا ان الجميع متفائلين بأن العمل مع الشركاء كفريق وجسم واحد سيحقق الوصول إلى الاهداف المرجوة لزيادة اعداد الزوار.

وعن ألاليات المتبعة من قبل هيئة موقع المغطس لزيادة اعداد الزوار وتشجيعهم على زيارة الموقع اوضح مكجيان ان الهيئة تقوم بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة بإجراءات عديدة منها توفير طيران منخفض التكاليف للزوار وعمل زيارات للعديد من الدول الأوروبية والافريقية ودول اخرى لتسويق وترويج الموقع ودعوة رجال الدين والصحافة والاعلام من دول مختلفة للتعرف على موقع المغطس ومواقع دينية أخرى وكافة الأمور المرتبطة بالخدمات المقدمة للزوار والحجاج.

وأضاف انه تم عقد مؤتمر مع ممثلي مكاتب الحج المسيحي في فرنسا والذي انعقد في مركز مؤتمرات المغطس بتاريخ 14/11/ 2023 ساهم في ازدياد اعداد الزوار من فرنسا بعد بدء احداث غزة بفترة قليلة الهدف منه نقل صورة أن الأردن بلد آمن للسياحة وفيه مواقع هامة للحج المسيحي وعلى رأسها موقع المغطس.

وتابع انه تم دعوة مكاتب السياحة في الأردن الى موقع المغطس للتعرف على أهمية موقع المغطس وتوفر الخدمات المناسبة للحجاج. ليتم ادراج موقع المغطس ضمن برامج الزيارة بالاضافة الى انه تم تأهيل مسار درب يوحنا المعمدان في موقع المغطس خلال العام 2024 بتوجيهات من سمو رئيس مجلس أمناء المغطس لإثراء تجربة الحجاج والزوار الذي يتكون هذا المسار من سبع محطات تبدأ في موقع تل مار الياس وتنتهي على ضفة نهر الأردن مقابل كنيسة اللاتين حيث يقع هذا المسار تقريبا على طول وادي الخرار بمسافة 3.2 كم اضافة الى تشجيع السياحة الداخلية » أر?ننا جنة».

وبين انه منذ جائحة كورونا ارتأت الهيئة تحويل التحديات الى فرص حيث بدأتها بإنشاء مركز زوار يوفر جميع الخدمات وسبل الراحة ولوحات تفسيرية تسرد قصة المكان منذ الاكتشاف وأهم المكتشفات والقطع الاثرية النادرة المرتبطة بطقوس الحج المسيحي بالإضافة لذلك فقد تم تدريب أدلاء الموقع على حسن استقبال الحجاج وأثراءهم بالمعلومات الدينية والتاريخية التي احتضنها المكان منذ الحدث الديني الهام حينما تعمد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان عليهما السلام والتي شكلت بداية الديانة المسيحية، لتتوالى بعد ذلك استمرارية طقوس التعميد وا?مباركة بنهر الأردن حتى يومنا هذا.

وأضاف أن الهيئة حرصت على تقديم أفضل الخدمات لجميع زوارها بدون استثناء وخاصة الاشخاص ذوي الإعاقة بتوفير مسارات خاصة لهم لزيارة أهم المواقع الدينية والتاريخية وصولاً الى النهر والتي تسرد قصة المكان واهم الاحداث التي حصلت فيه، كما تم خلال جائحة كورونا اصدار كتاب باللغة الإنجليزية بعنوان «The authentic baptism site of Jesus Christ يوثق أصالة الموقع الدينية شرقي النهر حسب المصادر التاريخية وأقوال الرحالة والحجاج والمكتشفات الاثرية والمصادر الأخرى.

يذكر ان موقع المغطس «بيت عنيا عبر الأردن» يقع في وادي الأردن شمال البحر الميت ومن أهم المواقع الأثرية تل الخرار (تل مار الياس) ومنطقة الكنائس التي بنيت بذكرى عماد السيد المسيح عليه السلام.

وقد برزت أهمية الموقع الحضاري والتاريخي والديني والبيئي من خلال الدلائل التي تثبت أن العديد من الأنبياء عليهم السلام أتوا إلى الموقع أو عاشوا فيه لفترة من الزمن وتعمّد فيه السيد المسيح عليه السلام، وذلك اعتماداً على ما ورد بالكتب المقدّسة، وأقوال الرحّالة والحجاج، والمكتشفات الأثرية التي تطابق بشكل كبير بما وصل إلينا من ترجمات لأقوال بعض الرحّالة والحجاج الذين زاروا الأراضي المقدّسة من أنحاء مختلفة من العالم ووصفوا ما شاهدوه خلال فترة زيارتهم للموقع، بالإضافة إلى خريطة الأرض المقدسة الموجودة في كنيسة الروم?الأرثوذكس في مادبا.

وقد شجع الحدث الديني لعماد السيد المسيح بناء العديد من الكنائس والاديرة التي تميزت في تصميمها المعماري والهندسي في هذا المكان منذ نهاية القرن الخامس الميلادي لإقامة الشعائر الدينية ومراسم تعميد المؤمنين والذي اصبح هذا المكان منذ اكتشافه أهمية كوجهة حج للمسيحين بالعالم والذين تواصلوا لممارسة طقوس التعميد لغاية هذا الوقت، وقد حظي موقع المغطس في عام 2015 اهتماماً عالمياً ليسجل على قائمة التراث العالمي التابع للجنة التراث العالمي/ اليونسكو.