مقترح أميركي جديد لوقف الحرب على غزة
كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، طرح خلال لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مقترحًا جديدًا لصفقة تبادل قد تفتح الباب أمام وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تقارير متزايدة عن ضغوط أميركية متصاعدة على تل أبيب لإنهاء الحرب.
وبحسب الصحيفة، فإن المقترح الأميركي يسعى إلى الدفع بمسار سياسي يقدم أفقًا لإنهاء العمليات العسكرية، وينطلق من فرضية أن التوصل إلى صفقة شاملة تشمل تبادل أسرى ووقفًا دائمًا لإطلاق النار قد يساهم في جعل حركة "حماس" أكثر مرونة في المفاوضات.
تحركات إسرائيلية في ضوء المبادرة
يأتي هذا التحرك بعد يوم واحد من إعلان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر، الذي كان محتجزًا منذ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في خطوة وُصفت بأنها ثمرة مفاوضات مباشرة مع مسؤولين أميركيين.
من جهته، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو ناقش خلال لقائه ويتكوف والسفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هكابي، الجهود الأميركية لإطلاق سراح بقية الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، مشيرًا إلى توجيه نتنياهو بإرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة اليوم الثلاثاء، في إطار المساعي للتوصل إلى اتفاق.
ومن المقرر أن يعقد نتنياهو في وقت لاحق اليوم مشاورات مع قادة الأجهزة الأمنية وعدد من الوزراء لإطلاعهم على نتائج مباحثاته مع الجانب الأميركي.
ضغوط أميركية ومؤشرات على تغير الموقف
في السياق ذاته، أفادت القناة 13 الإسرائيلية بأن ويتكوف حث إسرائيل على اغتنام ما وصفه بـ"نافذة الفرص" خلال الأيام المقبلة لعقد صفقة، مشيرة إلى أن ضغوطه ساهمت في اتخاذ قرار إرسال الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة، والذي من المتوقع أن يمكث هناك عدة أيام.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن فرص توسيع الحملة العسكرية على غزة تضاءلت، نتيجة التوجه الدولي المتزايد نحو الحلول الدبلوماسية.
في المقابل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن واشنطن تحث إسرائيل على الدخول في مفاوضات مباشرة مع "حماس" لإنهاء الحرب، مشيرة إلى أن هذه الرسالة هي محور تحركات ويتكوف في المنطقة.
تحركات دولية وتباين بين نتنياهو وترامب
وفي تطور لافت، قالت شبكة CNN الأميركية إن الإفراج عن الأسير عيدان ألكسندر قد يكون مقدمة لانطلاق مفاوضات سلام فورية، ونقلت عن مصدر مطلع أن الولايات المتحدة ستكثف ضغطها على إسرائيل في حال تبيّن أن التوصل إلى اتفاق تبادل جديد مع "حماس" ممكن.
وذكر المصدر أن مسؤولين إسرائيليين استفسروا عن إمكانية توقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إسرائيل خلال جولته بالمنطقة، لكن الرد الأميركي كان واضحًا بأن ترامب لن يزور تل أبيب دون تحقيق نتائج ملموسة.
وفي هذا الإطار، نقلت صحيفة يسرائيل هيوم عن مسؤول أميركي قوله إن ترامب قد يُدرج إسرائيل في زيارته قبل التوجه إلى السعودية في حال تم التوصل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار.
يُشار إلى أن إسرائيل كانت قد استأنفت حربها على غزة بتاريخ 18 مارس/آذار الماضي، بعد انهيار اتفاق سابق لوقف إطلاق النار.
وتسعى الولايات المتحدة حاليًا إلى إعادة إحياء المسار التفاوضي من خلال ضغوط سياسية ومبادرات جديدة تهدف لوقف القتال، وضمان الإفراج عن الأسرى من الجانبين، وبدء مرحلة إعادة إعمار القطاع.