القعير يكتب : سرديّات لتبرير الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني
إبراهيم القعير
قرار مجلس وزراء الكيان الصهيوني المغتصِب بشنّ عملية عسكرية مكثفة في القطاع أمس، جاء بتأييد غربيّ صهيونيّ. وقال ويتكوف إنّ "إسرائيل دولة ذات سيادة وتتخذ قراراتها بنفسها"، وإنّ الرئيس ترامب يدعمها. كما شدّد على أهمية استعادة الأسرى، مؤكّدًا ضرورة أن تقوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بنزع سلاحها.
ترامب هو من أطلق وعيدًا متكررًا يقضي بـ"فتح أبواب الجحيم"، وقد توفّرت للإبادة والتدمير والتشريد والتجويع سرديّات التبرير الاستباقية، بزعم أنها تندرج ضمن "حقّ إسرائيل المؤكَّد في الدفاع عن نفسها".
لقد أُقنع العالم بأنّ الكيان الصهيوني الغاصب المحتلّ هو دولة، وذلك عبر الإعلام المضلّل الموالي لهم، وبمساعدة المرتزقة. وصُوّر الشعب الفلسطيني على أنّه شعب إرهابيّ لا يملك الأرض، ولهذا يُستباح دم الأطفال والنساء، وتُرتكب الجرائم القذرة بحقهم، في مخالفة صريحة لجميع القوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية.
فمن أعطى الكيان الغاصب المحتلّ، المصطنع من الغرب، حقّ الدفاع عن النفس، بينما يُمنَع أصحاب الأرض من حق المقاومة المشروع دوليًا؟
إنّ سلاح الجوع والعطش ونقص الأدوية الإنسانية قد فتَك بالشعب الفلسطيني، وتسبّب بهدم البيوت والبُنى التحتية وتدمير الشوارع. واشتدّ الحصار أمام مرأى ومسمع الجميع منذ شهرين، دون أي استجابة، فالجميع صامت، وهذا الصمت يُعدّ شراكة في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.
وليس الشعب الفلسطيني وحده من يعاني من غطرسة الكيان الصهيوني الغاصب، فالشعب اللبناني، والسوري، واليمني، والسوداني، والليبي... جميعهم يعانون من القهر والظلم، وحرمانهم من العيش بكرامة وإنسانية كبقية شعوب العالم.
لأوّل مرة، أصبح الكذب والنفاق والتضليل سلاحًا لتغطية أبشع الجرائم الإنسانية باستخدام أبشع أنواع الأسلحة المحرّمة دوليًا، بما يعادل 8 قنابل نووية أُسقطت على سكان قطاع غزة.
لم يعُد هناك سلام ولا أمن، فقد أصبحا من الماضي. وفشل مجلس الأمن، ومحكمة العدل الدولية، وهيئة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية، في إيقاف الإبادة الجماعية وتهجير الشعب الفلسطيني واغتصاب أرضه. يطالبون بعدد قليل من الأسرى، بينما يُعذَّب الأسرى الفلسطينيون وتُزهق أرواحهم في سجون الاحتلال دون أن يُطالب أحد بهم.
إنّ ما يحدث في غزة وصمة عار على جبين الجميع، وقد سُطّرت هذه الجرائم في صفحات التاريخ إلى الأبد. ولم تعُد الشعوب تصدّق سرديّات الكيان الصهيوني ومنافقيه.