الخيطان يقترح إنشاء مجلس تعاون لدول الهلال الخصيب

 

دعا الكاتب والمحلل السياسي فهد الخيطان إلى تأسيس مجلس تعاون إقليمي يضم دول الهلال الخصيب، بهدف تعزيز التضامن العربي ومواجهة التهديدات الأمنية والسياسية المشتركة، وعلى رأسها الخطر الإسرائيلي وتداعيات الحروب الداخلية.

وفي مقال نشره اليوم، قال الخيطان إن الأردن، بصفته الدولة الأكثر استقرارًا في المنطقة، يملك مصلحة استراتيجية في دعم استقرار جيرانه من الدول العربية، مشيرًا إلى أن التحديات التي تواجه المملكة ناجمة بمعظمها عن أزمات الدول المجاورة.

وأضاف أن التطورات الأخيرة في سوريا ولبنان والعراق وفلسطين تفتح الباب أمام هذه الدول لبناء حالة من التعاون والتكافل، في ظل تراجع النفوذ الخارجي المباشر وتغيّر أولويات الأنظمة الحاكمة، مبينًا أن هذه المرحلة تمثل فرصة فريدة لصياغة رؤية عربية مشتركة على أسس الجوار الجغرافي والمصالح الاقتصادية المتبادلة.

واعتبر الخيطان أن سوريا لم تعد رهينة لمشروع خارجي، وأن حكومتها معنية بإعادة بناء الدولة بالتعاون مع الجوار العربي، فيما بدأ لبنان يستعيد مؤسساته ويخطو خطوات نحو استعادة الدولة. أما العراق، فيرى فيه فرصة حقيقية للخروج من الوصاية الإيرانية والتخلص من حكم المليشيات والفساد.

وفي ما يخص القضية الفلسطينية، شدد على أن السلطة الفلسطينية لن تتمكن من تجديد شرعيتها والوقوف في وجه التطرف الإسرائيلي دون دعم عربي مباشر من أقرب الدول إليها.

ولفت إلى أن إسرائيل تمضي في مشاريعها العدوانية بلا رادع، وتواصل احتلال أراضٍ سورية ولبنانية، وتغذي الانقسام الداخلي في دول الجوار، مشددًا على أن مواجهة هذه التحديات تتطلب تعاونًا إقليميًا مؤسسيًا.

واقترح الخيطان تأسيس مجلس تعاون لدول الهلال الخصيب، على غرار مجلس التعاون الخليجي، يضم الأردن وسوريا ولبنان والعراق وفلسطين، بهدف بناء قوة اقتصادية وسياسية قادرة على فرض حضورها في الإقليم، وتعزيز العمل العربي المشترك بعيدًا عن الأداء البيروقراطي للجامعة العربية.

وأوضح أن التعاون المشترك على المدى القصير يمكن أن يبدأ بتشكيل غرفة عمليات لمواجهة تهديدات المخدرات والسلاح والجماعات الإرهابية، فيما يتيح التعاون على المديين المتوسط والطويل فرصًا هائلة في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار، لبناء نموذج تنموي متقدم في المنطقة.

وختم الخيطان بالقول إن غياب إطار مؤسسي للتعاون بين هذه الدول سيترك المشرق العربي عرضة للانهيارات، ويمنح إسرائيل دور اللاعب الوحيد في الإقليم، إن لم يكن "سيد اللعبة".