الرداد لـ"أخبار الأردن": صاروخ بن غوريون مقدمة لمسرح اشتباك جديد
قال الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور عمر الرداد إن سقوط صاروخ باليستي في محيط مطار بن غوريون، أُطلق من الأراضي اليمنية، أدّى إلى تعليق مؤقت لحركة الملاحة الجوية في المطار، الأمر الذي يعكس حجم الإرباك الذي خلفه الحادث حتى في واحدة من أكثر البنى التحتية الإسرائيلية تحصينًا.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن إسرائيل حرصت على تضخيم أثر الاختراق عبر الإشارة إلى أن المقذوف استطاع اجتياز منظوماتها الدفاعية المتقدمة، وفي مقدمتها منظومتا ثاد وحيتس، اللتان طالما وُصفتا بأنهما حجر الزاوية في الدرع الصاروخي الإسرائيلي.
وبيّن الرداد أن ما يضاعف من خطورة الحادثة، مجيئها في سياق إقليمي مشحون، يتسم بتكثيف الهجمات الموجهة ضد مواقع إيرانية حساسة، ولا سيما ميناء بندر عباس، في عمليات تُجمع أغلب القراءات الاستخباراتية والتحليلية على أن إسرائيل تقف خلفها، سواء بصورة مباشرة أو عبر تنسيق استخباراتي مع الولايات المتحدة.
وذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيسعى إلى استثمار هذه الحادثة إلى أقصى مدى، سواء داخليًا أو خارجيًا، فمن جهة، ستُستخدم الواقعة لإدامة حالة التعبئة العامة والطوارئ في إسرائيل، تحت شعار "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، ولتكريس الخطاب القائم على أن إسرائيل تواجه تحديات وجودية متعددة الجبهات، ومن جهة أخرى، يُتوقع أن يوظف نتنياهو هذا التطور كمسوّغ لتكثيف العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية، بل وللدفع باتجاه توسيع رقعة الاشتباك المباشر في محاولة لإعادة ترسيم خطوط الردع مع طهران.
أما على المستوى الدولي، فإن الحادثة قد تُشكّل ورقة ضغط إضافية بيد نتنياهو لتعطيل مسار المفاوضات الأمريكية - الإيرانية، أو في الحد الأدنى لإبطاء تقدمها، في ظل مساعٍ إسرائيلية حثيثة لإقناع صانعي القرار في واشنطن بضرورة تشديد سياسات الاحتواء تجاه إيران، وفقًأ لما صرّح به الرداد لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية.
ونوّه إلى أن هذه الواقعة ستتيح لإسرائيل فرصة تجديد طلباتها للحصول على مساعدات عسكرية متقدمة من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، تحت ذريعة تفاقم التهديدات الإقليمية وازدياد حجم الأخطار التي تواجهها الدولة العبرية، ليس فقط من جبهات قريبة كلبنان، وسوريا، وغزة، وإنما أيضًا من جبهات بعيدة جغرافيًا كاليمن والعراق.
ولفت الانتباه إلى أن الصاروخ الذي سقط في مطار بن غوريون، بغض النظر عن حجمه وأثره المباشر، يُنذر بتحولات نوعية في معادلات الردع الإقليمية، وربما يُعيد ترتيب أولويات اللاعبين الأساسيين في مشهد معقد، باتت فيه الحسابات العسكرية والسياسية والاستخباراتية متشابكة إلى حد يصعب معه التنبؤ بمآلات الصراع.