مقرر أممية لأهل غزة: جوعكم عار علينا

 

استنكرت فرانشيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، استمرار الاحتلال الإسرائيلي في استخدام سلاح التجويع ضد سكان قطاع غزة، في ظل الحصار المشدد ومنع دخول الغذاء والدواء منذ أكثر من شهرين.

وقالت ألبانيزي في منشور على منصة "إكس"، إن "فلسطينيي غزة يُصوَّرون للعالم وهم يتدافعون للحصول على الطعام بعد 60 يوما من الحصار ومنع دخول حتى حبة أرز واحدة، وكأنهم يلهثون لالتقاط أنفاسهم.

وتابعت "أهل غزة. أيها الفلسطينيون. جوعكم اليوم هو عارنا. لا ينبغي أن نمكّن من الاطلاع على معاناتكم إن كنا بهذه اللامبالاة والتقاعس والأنانية والفساد بحيث لا نستطيع وقفها فورا".

وتأتي تصريحات ألبانيزي بعد إعلان استشهاد الطفلة جنان صالح السكافي اليوم السبت في مستشفى الرنتيسي غرب غزة، بسبب سوء التغذية والجفاف، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية التي يفرضها الاحتلال منذ بداية الحرب.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن عدد ضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 57 شهيدًا، معظمهم من الأطفال وكبار السن، محذرا من تزايد العدد في ظل استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات الغذائية والدوائية.

وأكد المكتب في بيان أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم الغذاء كسلاح حرب في جريمة ممنهجة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل وفاعل لفتح المعابر قبل فوات الأوان.

تحذيرات دولية من كارثة وشيكة

بالتزامن، حذرت منظمات إغاثة دولية ومحلية من قرب نفاد الغذاء والماء والوقود في غزة، وارتفاع أسعار المواد المتوفرة بشكل لا يُمكن تحمله. وقالت منظمة "أوكسفام" إن الأمهات في القطاع يقدمن وجبة واحدة فقط لأطفالهن يوميا، بينما حذّرت شبكة المنظمات الفلسطينية غير الحكومية من إغلاق 70 مطبخًا مجتمعيًا خلال أسبوع إن استمر الحصار.

وأكد المجلس النرويجي للاجئين أن إنتاج الغذاء في غزة شبه متوقف نتيجة قصف المنشآت الزراعية، كما أن البحرية الإسرائيلية تستهدف الصيادين، مشيرا إلى عدم توفر خيام إغاثية للنازحين، وأن النظام الإنساني على وشك الانهيار الكامل.

المستشفيات على حافة الانهيار

في سياق متصل، حذر مستشفى الكويت التخصصي في رفح من نقص حاد في أكثر من 75% من الأدوية الأساسية، وأكد أن قدرة المستشفيات على الاستمرار في تقديم الرعاية الصحية باتت مهددة خلال أيام ما لم يتم التدخل العاجل.

وأغلقت إسرائيل منذ 2 مارس/آذار جميع معابر غزة بشكل تام، مانعة دخول الغذاء والدواء والوقود، مما أدى إلى تدهور خطير في الوضع الإنساني بحسب تقارير دولية وحكومية وحقوقية.

يُذكر أن إسرائيل تواصل حربها على قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، متجاهلة اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير/كانون الثاني الماضي. وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى استشهاد أكثر من 52 ألف فلسطيني وإصابة نحو 118 ألفاً، غالبيتهم من النساء والأطفال.