جنرال إسرائيلي متقاعد: الجيش فشل في غزة.. وحماس لم تُهزم
في تقييم غير مسبوق، اعتبر اللواء الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك أن الجيش الإسرائيلي لم يحقق أي إنجاز يُذكر في حربه ضد حركة حماس في قطاع غزة، مؤكداً أن الحركة ألحقت "هزيمة عسكرية مؤلمة" بالجيش ستترك آثاراً بعيدة المدى.
وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، وجّه بريك، المعروف بلقب "نبي الغضب"، انتقادات حادة للمؤسسة العسكرية، مشيراً إلى أن الجيش فشل في تحقيق أهداف الحرب، وعلى رأسها هزيمة حماس واستعادة الرهائن. ورفض تحميل المسؤولية الكاملة للقيادة السياسية، مشدداً على أن تصوير الجيش على أنه حقق مكاسب "لا يعكس الواقع".
وأوضح أن القوات البرية الإسرائيلية غير قادرة على السيطرة الفعلية على المناطق داخل غزة، حيث تضطر للانسحاب ثم العودة إليها مراراً، ما يؤدي إلى تكرار الاشتباكات وسقوط مزيد من الجنود. وأشار إلى أن حماس تواصل إدارة المعركة من داخل شبكة الأنفاق التي لم تُدمّر، واصفاً إياها بـ"المدينة تحت الأرض"، وأن الحركة استعادت قوتها القتالية تقريباً، وتحتفظ بآلاف المقاتلين وتسيطر على جزء كبير من المساعدات الإنسانية.
وكشف بريك أن أقل من ربع أنفاق حماس قد تضرر، رغم التصريحات الرسمية السابقة التي زعمت تدميرها بالكامل، مؤكداً أن الأنفاق الممتدة من سيناء لا تزال نشطة، وتُستخدم في تهريب الأسلحة.
وحذر من أن إسرائيل تدفع ثمناً باهظاً لاستمرار القتال، يتمثل في خسائر بشرية متزايدة، وتآكل في القدرات العسكرية، إلى جانب التدهور الاقتصادي والعزلة الدولية، وتصاعد التوترات الداخلية التي تضع البلاد على "شفا حرب أهلية". وأكد أن استمرار الحرب لا يخدم أي مصلحة وطنية، داعياً إلى وقف فوري للعمليات العسكرية مقابل إطلاق سراح الرهائن، واعتبر ذلك "خياراً وطنياً وأخلاقياً أكثر جدوى من استمرار النزف".
وفي ختام مقاله، حذر بريك من تهديدات إقليمية تتجاوز غزة، مشيراً إلى التفاهمات بين تركيا وسوريا، واستعداد الجيش المصري، وتكثيف إيران لتسليح الجماعات المسلحة في المنطقة، خاصة في الأردن، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي في وضعه الراهن غير قادر على مواجهة هذه التحديات، وأن إعادة تأهيله باتت "ضرورة أمنية ملحة".