البراري يكتب: ليست مسرحية واحترموا عقولنا!!
حسن البراري
تواصل معي أحدهم، وله من المتابعين ما يكفي بالكاد لإقامة صلاة جماعة مستغربًا تصديقي للرواية الرسمية الأردنية. وكتب ما يلي: "استغرب شخص بثقافتك الواسعة يصدق رواية الدولة ومسرحياتها"، ولما شرحت له أن تصديقي مبني على اعتراف المتهمين وسجل جماعتهم في التحشيد وتعبئة الشارع وشيطنة الدولة ومؤسساتها ومبني أيضا على عدم تقديمه لأدلة تثبت أن الرواية الرسمية غير صحيحة، سارع باتهمي بأنني أدعم القرارات الجائرة! كأنما التفكير المنطقي يتطلب منك أن تصفق للعجز، أو أن ترفض الحقيقة إن لم تعجبك.
أي رفض لحقيقة وجود جماعات تصنع السلاح داخل الأردن يعد استخفافًا بحياة الأردنيين الذين كان من الممكن أن يُقتلوا، لا قدر الله، لو نجحت هذه المجموعات في تنفيذ مخططاتها. هذا الرفض يتماهى مع استخفافهم المستمر بأرواح الشهداء، الذين يعتبرهم البعض مجرد أرقام، بل ويرى بعضهم أنهم مجرد خسائر تكتيكية. إن هذه العقلية المظلمة لا تعكس سوى انعدام المسؤولية الوطنية واستهانة بقيمة الإنسان الأردني وتضحياته، وهو ما يستوجب وقوف الجميع صفًا واحدًا لحماية الوطن ومجتمعه من هذه الأفكار الهدامة.
وللأمانة لم أتحامل يوما على الجماعة وكنت - وهذا الكلام موثق في الكثير من لقاءاتي التلفزيونية - بأن للجماعة حق المشاركة السياسية وأنه لا يجوز شيطنتها. والكثير من الرسميين كان يلومني على قول ذلك ولم أبالي لانه شوري من راسي. لكن بلغ السيل الزبى، إذ لا يمكن تفهم أي تعاطف مع من يريد أن يحول الأردن من وطن إلى ساحة!!