اعتبر قال الكاتب المحامي سائد كراجه أن أبرز ما يمكن استخلاصه من العملية الأمنية الأخيرة التي أحبطت مخططًا إرهابيًا خطيرًا داخل المملكة، يتمثل أولًا في اليقظة العالية والكفاءة الاحترافية التي تتمتع بها الأجهزة الأمنية، وهو ما يبعث على الطمأنينة ويؤكد أن الدولة تمتلك أدوات الردع والوقاية في مواجهة التهديدات غير التقليدية.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن العمل الإرهابي الجبان الذي تم الكشف عنه، وعلى الرغم من خطورته، لن ينجح إلا في تعزيز صلابة الدولة الأردنية ومتانة بنيانها السياسي والأمني، مؤكدًا أن مثل هذه المحاولات لا تُنتج إلا مزيدًا من التلاحم الداخلي، ورفعًا لسقف الحذر والانتباه الوطني العام.

ولفت كراجه الانتباه إلى أن أحد الإشكالات التي يجب التوقف عندها بجدية، تتمثل فيما وصفه بـ"غياب التنوع السياسي" داخل الساحة الأردنية، وهو ما أتاح لبعض الأطراف أن تتوهم بأن بوسعها فرض رؤيتها الحصرية حول "وجهة الدولة"، مشيرًا إلى أن اختلال التوازن في المشهد العام يُسهم أحيانًا في منح المتشددين شعورًا زائفًا بالهيمنة أو الأحقية في توجيه المسار الوطني.

وختم بالقول إن دروس هذه العملية الأمنية تتجاوز بعدها الأمني لتدفع باتجاه مراجعات شاملة، سياسية وفكرية، تضمن صيانة السلم الأهلي، وتجدد التأكيد على أن لا مكان في الأردن لمن يرى في نفسه وصيًا على الدولة، أو يمتلك سلطة موازية لسلطة القانون والدستور.