غنيمات: أبعاد إقليمية خطيرة وراء اعترافات الخلية الإرهابية

أكد الكاتب الصحفي طلال غنيمات، المدير التنفيذي لمركز مسارات الأردنية، أن ما كُشف عنه في المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الدولة لشؤون الإعلام يشكل تحولًا نوعيًا في مسار المواجهة مع التنظيمات المتطرفة، ويعكس درجة عالية من الجاهزية الأمنية، وقدرة استثنائية على تتبع النشاطات التخريبية منذ لحظة تشكلها الأولى وحتى اكتمال نضوجها العملياتي.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة “أخبار الأردن” الإلكترونية أن المجموعات الأربع التي جرى الكشف عنها هي خلايا منظمة كانت تعتزم الإخلال بأمن المملكة واستقرارها، وقد ثبت ارتباطها بجماعة غير مرخصة ومحلولة بقرار حكومي، في إشارة مباشرة إلى جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، التي تم حلّها في وقت سابق.

وأشار غنيمات إلى أن الاعترافات التي أدلى بها الموقوفون كشفت عن أبعاد إقليمية خطيرة، من بينها وجود تنسيق مع أطراف أخرى تنشط في الأراضي اللبنانية، دون الجزم بهوية الجهة الداعمة بشكل صريح، مع التذكير بسوابق تاريخية تؤكد ضلوع جهات إقليمية – بشكل مباشر أو غير مباشر – في دعم خلايا إرهابية تستهدف الداخل الأردني، عبر التهريب أو التمويل أو توفير الحاضنة اللوجستية.

وأضاف أن ما تم الإعلان عنه بشأن الأسلحة والمتفجرات المصادرة، ولا سيما الصواريخ قصيرة المدى ذات المدى الذي لا يتجاوز بضعة أمتار، يؤكد بما لا يدع مجالًا للشك أن نية التنفيذ كانت داخلية بحتة، وأن الهدف المركزي كان زعزعة السلم الأهلي والنظام العام داخل الأردن، وليس الانخراط في عمليات تتجاوز الحدود.

وذكر غنيمات أن الأجهزة الأمنية أظهرت احترافية راسخة في مواجهة المخاطر حتى في اللحظات الحرجة، مضيفًا أن العمل الاستباقي الذي انتهجته المخابرات العامة في هذه القضية يعكس نهجًا أمنيًا يرتكز على قراءة دقيقة لتطورات المشهد الإقليمي، واستشراف التهديدات المحتملة قبل أن تتحول إلى واقع، وهو ما يجعل من الأردن نموذجًا في القدرة على الإمساك بزمام المبادرة، لا الاكتفاء برد الفعل.

واختتم غنيمات تصريحه بالإشارة إلى أن ما جرى لا يمكن فصله عن السياق الإقليمي المتوتر بعد السابع من أكتوبر، لكنه في الوقت ذاته لا يمثل رد فعل آنيًا، ذلك أنه ثمرة رصد أمني طويل الأمد امتد منذ عام 2021، بما يعكس عمق التخطيط وحجم التهديد الذي كان يحدق بالأردن، وهو ما يجعل من هذا الإنجاز الأمني محطة فارقة في الحرب الاستباقية ضد التطرف والإرهاب.