لماذا يصعب العثور على توأم الروح؟
تشير عالمة النفس أناستاسيا ليساكوفا إلى أن العثور على توأم الروح أصبح أمرًا صعبًا في العصر المعاصر، وذلك بسبب عدم توافق الأهداف والقيم بين الأشخاص.
وتوضح قائلة: "فئة من الأشخاص تركز على إنشاء أسرة، بينما هناك فئة أخرى لا تعير هذا الأمر أي اهتمام. وعندما يلتقي هذان النوعان من الأشخاص، يحدث افتقار للتوافق بينهما، مما يؤدي إلى الشعور بالإحباط، وقد يصل هذا الإحباط إلى حد الاكتئاب، وهو أمر لا مفر منه".
وتعزو ليساكوفا هذا التحدي إلى التغيرات الكبيرة التي حدثت في القيم الاجتماعية خلال العشرين عامًا الماضية، ما أدى إلى اختلال التقاليد السابقة المتعلقة ببناء الأسرة.
وتضيف: "كان الزواج وإنجاب الأطفال في سن 20-25 عامًا أمرًا طبيعيًا في الماضي، ولكن الآن تغير كل شيء. أصبح الناس يركزون على بناء مسيرتهم المهنية أولاً، ويشعرون بمزيد من التحرر. ولهذا السبب، أصبحت هناك صعوبات أكبر في إيجاد توأم الروح".
وتعتبر ليساكوفا أن التحديات في العلاقات العاطفية تنبع من الخوف من ارتكاب الخطأ وتجربة الألم.
وتقول: "تلتقي المرأة برجل يدعي أنه جاد في كل شيء، لكن في الواقع هدفه هو علاقة عابرة. بعد عدة حالات كهذه، قد تشعر المرأة بخيبة أمل من العلاقات بشكل عام. وأحيانًا، حتى بعد تجربة مؤلمة واحدة، تتشكل صورة نمطية مفادها أنه لا يمكن الوثوق بأحد. والشيء نفسه ينطبق على الرجال. لذلك، يحاول الناس حماية أنفسهم من الألم، وهذه ظاهرة شائعة".