ذئاب في أنامل صغيرة: كيف احترق محمد بصمت المدرسة ؟
بقلم:- حلا ابو صافي
عادة، عندما نتحدث عن الذئاب، نتخيل كائنات مفترسة تهاجم فرائسها بلا رحمة، لكن ماذا لو كانت هذه الذئاب بشرًا؟ وماذا لو كانت أناملهم صغيرة، لكن أفعالهم أبشع من أن توصف؟
هذه ليست قصة من نسج الخيال، بل حقيقة موجعة، حدثت لطفل اسمه محمد، 11 عامًا يتيم الاب, كان يعتقد أن المدرسة هي المكان الذي يتعلم فيه، يمرح فيه، ويشعر فيه بالأمان. لكنه لم يكن يعلم أن المدرسة ستكون مسرحًا لجريمة بشعة، بطلها ثلاثة أطفال تحولوا إلى مجرمين صغار.
جريمة لا يتخيلها العقل…
في ذلك اليوم المشؤوم أغلق الباب خلف محمد نظر خلفه فوجد ثلاثة طلاب أعينهم مليئة بالشر، يتبادلون نظرات فيها تخطيط وإجرام سابق الإصرار. لم يكن يعرف أن هؤلاء زملاء الدراسة تحولوا إلى جلادين، وأنه سيكون ضحية مشهد مرعب لن يُمحى من ذاكرته.
ربطوه. سكبوا عليه الكاز. أخرجوا القدّاحة. أشعلوا النار.
وفي اللحظة التي التهمت فيها النيران جسده الصغير، وقفوا ينظرون، يضحكون، وكأنهم يشاهدون فيلمًا ممتعًا. أما محمد، فقد بدأ جسده يذوب، وبدأت صرخاته تتلاشى وسط رائحة اللحم المحترق.
الصدمة الأكبر! كان مدير المدرسة ..
نجا محمد بأعجوبة، لكن الصدمة الأكبر لم تكن الحروق التي غطت جسده، ولا الألم الذي لم يفارقه، بل كانت فيما حدث بعد ذلك.
المدير، الذي يُفترض أن يكون الراعي الأول لسلامة الطلاب، اقترب منه في المستشفى وقال بصوت خافت، لكنه محمّل بعارٍ لن يُمحى:
“محمد، لا تحكي إنهم عملوا فيك هيك… قول إنك انت اللي حرقت حالك.”
لحظة !!!!! ماذا؟؟؟
طفل تعرض لمحاولة قتل مروعة، وبدل أن يُعاقَب الجناة، طُلب منه أن يبتلع ألمه، أن يصمت، أن يتحول إلى كاذب، ليس لحماية نفسه، بل لحماية المدرسة والإدارة التي أخفقت في تأمين بيئة آمنة.
لكن في النهاية، لم يمر هذا الفعل دون محاسبة. وكان هناك جهاز الأمن العام لهم بالمرصاد، حيث قام باعتقال جميع من كان مسؤولًا عن هذه الجريمة.
إن تدخل الأمن العام جاء سريعًا وفعالًا، ليؤكد أن القانون هو السائد وأن العدالة ستتحقق، مهما كانت الظروف. وقد أوعزت وزارة الداخلية ، الى جهاز الأمن العام، بإلقاء القبض على جميع المسؤولين عن هذه الجريمة البشعة وأنها لا تساوم في تطبيق القانون، وأنه لا يوجد أي شخص فوق العدالة.
وفي خطوة تعكس التزام القيادة الهاشمية بالقيم الإنسانية، أجرى سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد اتصالًا مباشرًا بالجهات المعنية وأكد أنه سيتابع القضية بنفسه لضمان تحقيق العدالة.
وزارة الداخلية ، بقيادة حكيمة، حرصت على أن يكون هذا الحادث درسًا للجميع، فالدولة تعمل بجد لحماية أبنائها وتعزيز أمانهم
لكن السؤال الأهم :-
من علم هؤلاء الأطفال أن العنف لعبة؟
من سمح لهم بأن يتحولوا إلى مجرمين صغار دون خوف من العقاب؟
من المسؤول عن تحويل المدرسة من مكان آمن إلى ساحة انتقام وإجرام؟
إن لم يتم إنصاف محمد، فسنرى غدًا آلاف الأطفال يحترقون، ليس فقط بالنار، بل بالصمت والخوف والإهمال..
والآن، ننتظر كلمة القضاء العادل، الذي لا شك أنه سيتخذ القرار الذي يضمن أن تكون العدالة هي السائدة في هذه القضية.