الدبارات يكتب: الشباب الأردني في الحياة السياسية
هاشم هايل الدبارات
الشباب هم صُنَّاع الإرادة والتغيير، وأصحاب العزيمة القوية في تحقيق الإنجازات منذ تاريخ مسيرة بناء المملكة الأردنية الهاشمية.
لطالما كان للشباب دورٌ بارزٌ في جميع المجالات السياسية، والثقافية، والاجتماعية، والاقتصادية، مستمدًّا ذلك من روح الحماس والاندفاع نحو التغيير، والتطوير، والتقدم، أسوةً بالدول المتقدمة التي عملت على تمكين الشباب في مختلف المجالات، وعلى رأسها المشاركة في الحياة السياسية.
جاءت مرحلة تحديث وتطوير المنظومة السياسية استجابةً لتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، حيث تم تشكيل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية من أجل وضع صياغة متكاملة للمرحلة القادمة في مسيرة الدولة، وذلك من خلال تقديم عدة مقترحات وتعديلات دستورية، كان أبرزها قانون الانتخاب وقانون الأحزاب السياسية، ليكون عنوان المرحلة: "شباب وأحزاب".
بعد كل ذلك، وصلنا إلى مرحلة تمكين الشباب في الأحزاب والحكومات البرلمانية، حيث أُجريت العديد من النقاشات في الصالونات السياسية ومجلس الأمة، الذي يُعدّ بيت الرقابة والتشريع. وأسفرت هذه المرحلة عن إصدار تعديلات جوهرية على قانوني الانتخاب والأحزاب.
نتاج هذه المرحلة تجلّى في الانتخابات النيابية الأخيرة (مجلس النواب العشرون)، حيث شهدنا مشاركة واسعة للأحزاب في العملية الانتخابية، وكان للشباب دورٌ مفصلي وأساسي من خلال الترشح ضمن القوائم الحزبية العامة والمحلية.
وقد أثمرت هذه المرحلة عن وصول وجوه شبابية جديدة إلى مجلس النواب، ما أتاح لهم فرصة صناعة القرار، والمشاركة في عملية الرقابة والتشريع. كما ساهم الشباب بدورهم الأول والأساسي من خلال الانخراط في الأحزاب، والمشاركة في مسيرة تحديث وتطوير الحياة السياسية، والتفاعل مع القضايا الوطنية الداخلية والسياسات الخارجية.
حقًا، الشباب هم صُنَّاع التغيير وعماد المستقبل، ولا يمكن لمسيرة النهضة أن تستمر دون أن يكون وقودها الشباب.