القضاة يكتب: تأهيل النظام التربوي و التعليمي من خلال تغيير شكل العمل في المدارس
محمد عبدالحميد القضاة
إعادة تأهيل النظام التربوي و التعليمي لن تأتي دون تغيير شكل العمل في الميدان، و هي المدارس.
يجب أن يتم تكليف خريجي الإرشاد النفسي للعمل في مدارس الوزارة كمربي صفوف، و يجب ان يكون دوامهم طوال اليوم داخل الصفوف المختلفة، يحضرون الحصص مع الطلاب و يتابعونهم في الاستراحات و في النشاطات، يمنعون التنمر و يمسكون بأسبابه و مسببيه من البداية.
و يجب فصل المدارس الابتدائية و الإعدادية عن المدارس الثانوية، ولا أظن ان هناك مشكلة من ان يتم تدريس الطلاب حتى الصف السادس من المعلمات.
التكلفة المادية التي سندفعها مقابل هذا هي أقل بكثير من الضرر النفسي الذي يعيشه بعض الأطفال في المدارس و أقل من الضرر التربوي و السلوكي الذي نراه في حياتنا بسبب انخفاض قيمة الأثر الايجابي للمدارس في حياتنا.
المعلمون يجب اعادة توزيع أعبائهم ليصبح جزء منها متعلق بالتربية و ليس فقط اجراءات التعليم و التوثيق. و يجب التأكد من الالتزام بالقيام بالواجبات التربوية و يجب وضع مهام صيفية بدل العطلة الطويلة للطلبة التي لا فائدة منها للأسف.
إحدى الدراسات التي تم اجراؤها قبل سنوات على إحدى المدارس الاعدادية اثبتت وجود بقايا مواد كيميائية في عينات البول عند ١٦.٩٪ من العينة. و قامت فرق الوزارة بالاستنفار وقتها و استطاعوا مشكورين تحديد اسباب المشكلة و معالجتها في ذلك الوقت. و هذا يؤكد اننا نستطيع ايجاد الحلول عندما نستهدف المشاكل المحددة.
الجامعات تعاني بشكل كبير لعدة أسباب من أهمها مستوى المُدخلات، و التي هي مُخرجات المدارس. لذلك لا تتأملوا كثيراً ان تستطيع الجامعات حل المشكلة.
التربية و التعليم و الصحة هي قضايا أمن قومي يجب اعطاؤها أولوية قصوى و تقديم حلول قصيرة و طويلة المدى، لأن هذا هو مستقبلنا.