إلقاء سلاح الأكراد... سيرهق إسرائيل وسَيُقرِّب الحلم المنتظر

قال مؤسس مجلة المراسل للصحافة البحثية من واشنطن الصحفي عماد الرواشدة إن الإعلان الذي أصدره عبد الله أوجلان، زعيم الأكراد في تركيا، عن إلقاء السلاح، يُعَدُّ أحد أبرز التحولات الاستراتيجية التي شهدتها المنطقة منذ سقوط نظام الأسد. 

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "اخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا القرار جاء بالاتفاق مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبيّن الرواشدة أن هذا التطور المفصلي لا يمكن حصر تداعياته في الداخل التركي فحسب، ذلك أن تأثيره يمتد ليُعيد رسم معادلات القوة والتوازنات الإقليمية، فعلى الصعيد التركي، يُنبئ هذا الاتفاق ببداية مرحلة جديدة غير مسبوقة من الاستقرار الداخلي، بعد عقود طويلة من النزاع المسلح الذي استنزف موارد الدولة وأعاق مشاريع التنمية. 

وذكر أن طيّ صفحة هذا الصراع يُتيح لتركيا إعادة توجيه إمكانياتها نحو تعزيز نفوذها الإقليمي، وتعزيز مكانتها قوةً إقليميةً مؤثرة قادرة على لعب أدوار أكثر فاعلية في الملفات الإقليمية.

وأشار الرواشدة إلى أن انعكاسات هذا التطور في سوريا، تبدو أكثر أهمية وحساسية، إذ تأتي هذه المرحلة في وقت تمر فيه البلاد بمرحلة دقيقة تتطلب استعادة وحدة أراضيها وفرض سيادتها الكاملة، مضيفًا أن نزع فتيل الأزمة مع الأكراد في تركيا يُمهد، بشكل غير مباشر، لحلحلة الأزمة مع الأكراد في سوريا، نظرًا للروابط التاريخية، والجغرافية، والسياسية الوثيقة التي تجمع بين الطرفين. 

وولفت الانتباه إلى أنه من شأن هذا التحول أن يُعزِّز فرص التوصل إلى تفاهمات سياسية تُسهم في استقرار المشهد السوري المضطرب، فعلى المستوى الإقليمي والدولي، قد يثير هذا التطور قلق إسرائيل، إذ إن تحقيق الهدوء والاستقرار في كل من تركيا وسوريا من شأنه أن يُتيح لهاتين الدولتين فرصة التفرغ لتنمية قدراتهما وبناء مشاريعهما الاستراتيجية، وهو أمر قد يُخلُّ بالتوازنات الإقليمية التي طالما اعتمدت عليها إسرائيل لضمان تفوقها. 

واختتم الرواشدة حديثه بالقول إن فقدان المؤسسة الأميركية ورقة الضغط المتمثلة في الملف الكردي من شأنه أن يُضعف قدرتها على توجيه السياسات التركية والسورية على المدى المتوسط.