الضفة الغربية وسياسة اجتثاث المخيمات الفلسطينية
قال الباحث في مركز "تقدم للسياسات" - لندن، أمير مخول إن الضفة الغربية تشهد تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، حيث بادرت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو إلى توسيع نطاق الاجتياح العسكري بشكل مكثف، مستهدفةً المخيمات الفلسطينية ومناطق الوجود المدني تحت ذريعة الرد على تفجيرات تل أبيب، رغم عدم التحقق من هوية منفذي العملية.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن زيارة نتنياهو لمخيم طولكرم، مرتديًا سترة واقية، جاءت في استعراض واضح للقوة، متحدثًا بلهجة عسكرية توحي وكأنه يواجه جيشًا نظاميًا، في حين أن العمليات تستهدف سكانًا مدنيين.
وبيّن مخول أن هذا التصعيد العسكري يُنذر بعواقب وخيمة، حيث تتبنى الحكومة الإسرائيلية سياسة اجتثاث المخيمات الفلسطينية، ما يعزز سياسات التهجير القسري والتطهير العرقي، مضيفًا أن هذا التوجه يمثل جزءًا من مخطط يهدف إلى تقويض أي وجود فلسطيني مستقر في الضفة الغربية.
ونوّه إلى أن حدة الخلافات تتصاعد داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، إذ وجه قائد شرطة تل أبيب اتهامات مباشرة لجهاز الأمن العام (الشاباك) بالقصور، وسط دعوات متزايدة لإقالة رئيس الجهاز رونين بار. هذه الأزمة الداخلية تعكس تصدعًا في بنية الأمن الإسرائيلي، ما يُفاقم حالة عدم الاستقرار ويدفع نحو مزيد من التوتر.
وأشار مخول إلى أن هناك تساؤلات عديدة تُطرح حول أهداف هذا الاجتياح الموسع، خصوصًا في ظل التعتيم الإعلامي الذي يفرضه الشاباك بشأن هوية منفذي تفجيرات تل أبيب، معربًا عن خشيته من أن يُستغل هذا التصعيد العسكري لتحقيق أجندات سياسية، تشمل تعزيز نفوذ اليمين المتطرف والسعي لإشعال الأوضاع في الضفة الغربية وغزة.
وذكر أن حكومة نتنياهو تواصل تبني الحلول العسكرية قصيرة الأمد دون أي رؤية سياسية شاملة، في سياسةٍ تنذر بتفاقم الأوضاع ودخول المنطقة في دوامة جديدة من العنف وعدم الاستقرار.