بني ارشيد لـ"أخبار الأردن": خطوات حاسمة يجب اتخاذها الآن

 

قال الأمين العام السابق لحزب جبهة العمل الإسلامي زكي بني ارشيد إن الأوان قد آن لوضع النقاط فوق الحروف، بعيدًا عن التلميح والإيماء، وصولًا إلى المكاشفة الصريحة، التي تكشف بوضوح عن أولئك الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا أدوات لتنفيذ أجنداتٍ خارجية، أو منخرطين في تلقي إملاءاتٍ أجنبيةٍ، تستهدف النيل من أمن الوطن واستقراره.

وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الضرورة الوطنية باتت تفرض الانتقال من مربع التحذير إلى ميدان المصارحة، بحيث يصبح كشف الحقائق أمام الرأي العام جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية تحصين الجبهة الداخلية.

ونوّه بني ارشيد إلى أن إدراك حجم التحديات، واستيعاب طبيعة التهديدات، يجب أن يقود – وبما لا يدع مجالًا للتردد – إلى إعادة إنتاج "الحالة الوطنية الجامعة"، بوصفها الحصن المنيع الذي يحول دون اختراق النسيج المجتمعي، ويصنع حالة الاصطفاف الداخلي، التي تشكّل الدرع الحقيقي في مواجهة المخاطر.

ولفت الانتباه إلى أننا تأخرنا – دون شك – في تحقيق هذا التماسك الوطني المأمول، ذلك أن لحظة الحقيقة تفرض علينا الاعتراف بأن بناء الجبهة الداخلية لم يعد مجرد خيار سياسي، بقدر ما غدا ضرورة وجودية، تستدعي تجاوز الحسابات الضيقة، والانفتاح على مشروع وطني ينهض على أسس المشاركة السياسية، والعدالة الاجتماعية، ومبدأ المواطنة، وصولًا إلى شعور الجميع – دون استثناء – بأنهم شركاء في حماية الدولة، وصناعة مستقبلها.

واستطرد بني ارشيد قائلًا إنه في ظل حالة التهديدات المتنامية، التي تتخذ أبعادًا سياسية، وأمنية، وديموغرافية، فإن الانعطاف إلى الداخل، وترتيب البيت الوطني، بات "واجب الوقت"، و"حتمية المرحلة"، لأن أي مواجهة مع الأخطار الخارجية، لن تكون ذات جدوى، ما لم تسبقها عملية تحصين للداخل، تضمن تماسك البنيان الوطني، وتسد الثغرات التي يمكن أن ينفذ منها أصحاب المشاريع المشبوهة.

وأكد ضرورة تعزيز الجبهة الداخلية، عبر بناء عقد اجتماعي جديد، وترسيخ الثقة بين الدولة والمواطن، ذلك أنها الخطوة الأساسية – وربما الحاسمة – في سياق التصدي للمخاطر الاستراتيجية، وفي مقدمتها مخطط التهجير، وما قد يترتب عليه من تداعيات تمسُّ جوهر السيادة الوطنية، وتهدد بنية المجتمع الأردني وهويته.

واختتم بني ارشيد حديثه بالقول إن لحظات الاصطفاف الوطني، تظهر أن قوة الدولة من قوة شعبها، وتكون مناعتها من مناعة جبهتها الداخلية، وهو ما يجعل هذه المرحلة لحظة مفصلية، تقتضي تكامل الرؤية، ووضوح الإرادة، ووحدة الهدف، تحت سقف الوطن، وبقيادةٍ لا تساوم على أمن الأردن واستقراره.