العبسه تكتب: الأردن وفلسطين.. شعب واحد
لما جمال العبسه
ليس فقط على التراب الاردني الطاهر جاءت المسيرات والتأييدات لموقف جلالة الملك عبد الله الثاني في البيت الابيض الرافض لتهجير الفلسطينيين ليس فقط من قطاع غزة بل ومن اراضي الضفة الغربية ضمن سلسلة الاعتداءات الوحشية التي يجريها جيش الاحتلال الصهيوني هناك على غرار ما قام به في القطاع على مدار اكثر من 15 شهرا .
الفلسطيني وبدون مبالغة في كافة اراضي فلسطين التاريخية حملت مشاعره الكثير من الكلمات والعبارات التي تشيد وتعبر عن امتنانها لموقف الاردن الثابت قيادة وشعبا تجاه القضية الفلسطينية التي يرى فيها الملك عبد الله الثاني انها الداء والدواء للمنطقة كاملة وان اعطاء الفلسطيني حقه وحريته اساس في التوجه الاردني لا انفضاض عنه مهما كانت الضغوطات، فلا نقاش في هذا الامر.
رفض الملك القاطع للتهجير سواء لسكان القطاع او الضفة الغربية كان كصخرة ثابتة.
المقاومة الفلسطينية تجاوزت الاسماء لتصبح فكرة راسخة في عقل كل فلسطيني مهما كانت المظلة المستظل بها، جعلت من لحظة تسليم الاسرى لدى المقاومة امس بطعم مختلف حيث كان تعبير المقاومة عن دعم الاردن والدول العربية لموقف الفلسطيني المدافع عن ارضه من خلال توشيح اللافتة الرئيسية بأعلام الدول العربية، وتزين هندام المقاومين بـ»الحطة الأردنية» وتعبيرهم عن اعتزازهم بها وتقديرهم للموقف الاردني الثابت اكبر دليل على ان الاردن وفلسطين حال واحد فكل منهما امتدادا للاخر.
كلمات عبر عنها المتوشحون بـ «الحطة الأردنية» خرجت من القلوب قبل الحناجر عبرت عن فرحهم بمن لم يخذلهم يوما ملكا وشعبا وحكومة، وان محاولة الفصل بين هذين التوأمين اصعب بكثير مما في مخيلاتهم المريضة.
كان ولا يزال الاردن واقفا قلبا وقالبا الى جانب الحق الفلسطيني كتفا بكتف ويدا بيد، ولم ينكر عليه حقه في المقاومة ولم يدن مجهوداتهم، ولم يؤنب شعبه او يمنعه من الوقوف الى جانب الاشقاء في فلسطين فالشعبين وحدة حال، والعبث في هذا الامر مآله الى الخذلان.
لقد ناصر الاردن منذ بداية العدوان على القطاع وقبل ذلك بسنوات على الضفة الغربية والمقدسات الاسلامية في القدس مقاومة الشعب الفلسطيني، وبعد محاولات العدو الصهيوني واعوانه لاخذ شرعية لتهجير الشعب الفلسطيني من القطاع احترم الاردن تشبث الغزيين بالمكان، والذي تمثل في عودة النازحين الى شمال القطاع حتى لو كان مدمرًا، فالمشهد يوضح أن الشعب الفلسطيني بات عصيًا على الاقتلاع، وأن إرادته الفولاذية معول هدم تصورات التهجير البائسة لتفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها خدمة لهدف إسرائيل في التوسع بالمنطقة.