القعير يكتب: تصريحات ترامب وتصفية القضية الفلسطينية
إبراهيم القعير
تصريحات ترامب المتتالية مدهشة وغريبة، وينطق بها رئيس دولة تدّعي الديمقراطية وحقوق الإنسان والحرية. تصريحات سقفها عالٍ وكلماتها ثقيلة، مثل "ضم الضفة الغربية والتهجير القسري للشعب الفلسطيني والتطهير العرقي"، مما يعكس مدى تأثرهم بالهزيمة التي تلقوها في قطاع غزة. فقد كانوا شركاء مع المرتزقة المحتلين الغاصبين في فلسطين المحتلة في تدمير غزة وإبادة الشعب الفلسطيني بلا إنسانية أو أخلاق أو ضمير، مما أدى إلى انهيار سمعتهم عالميًا وأمام الشعوب.
لقد ناضلت المقاومة الفلسطينية وحدها لمدة 15 شهرًا متواصلة ببسالة وصمود، دون أي إمدادات عسكرية أو إنسانية، في مواجهة القوى العالمية. وكما قال أحد القادة العسكريين: "230 طائرة استطلاع يوميًا كانت تحلّق فوق غزة، ومع ذلك لم يتمكنوا من الصمود في منطقة صغيرة مثل جباليا، حتى جاؤوا صاغرين من أجل الاتفاق مع الشعب الفلسطيني وتنفيذ كل شروط المقاومة، رغم حجم وشدة الضغوط التي واجهتها المقاومة الفلسطينية، من حصار وتجويع وتعطيش، ووجود أناس بلا مأوى".
من الغريب أن يُطلب من أصحاب الحق والأرض التهجير القسري وتصفية قضيتهم تحت ذرائع وخطط متعددة، بعد أن عجز المحتل وهُزم عسكريًا، بينما يُترك المغتصب المرتزق لتحقيق أهداف الصهيونية العالمية، وهو المطلوب دوليًا كمجرم حرب، في انتهاك واضح للقوانين الدولية والإنسانية والأخلاقية والعدالة، لأن مصالحهم أهم من الشعوب.
إن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه التي وُلد فيها ونشأ عليها، وجاهد من أجلها، وسقاها بالدماء الطاهرة، وهو مستعد للموت والجهاد على أن يخرج ذليلًا مهزومًا. لذا، فقد رفض فكرة التهجير القسري، مطالبًا العالم بحقوقه المشروعة كشعب حر، يقرر مصيره بنفسه، ويتخلص من الاستعمار والاحتلال والفاشية والعنصرية والإمبريالية الصهيونية على أرضه.
ويناشد الشعب الفلسطيني الشعوب الحرة للوقوف معه لنيل حقوقه، ومحاسبة مجرمي الحرب، ودفع تعويضات عن الإبادة الجماعية والدمار الذي ألحقوه بفلسطين، واستعادة المسروقات التي نهبها جيش الاحتلال أثناء الحرب، بالإضافة إلى مطالبة الصهاينة بالعودة إلى بلادهم التي أتوا منها.
أين حل الدولتين الذي طالبت به الدول العربية والإسلامية؟ ولماذا لا يُطرح على الطاولة أمام ترامب؟ وأين موقف الجامعة العربية في دعم قرارات محكمة الجنايات الدولية وهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن؟
لقد اختفت كلمة "الأشقاء" في دعم صمود الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية، وظهر الضعف السياسي والدبلوماسي أمام مخططات تصفية القضية الفلسطينية، تلك القضية التي أعادها السابع من أكتوبر إلى الواجهة بعد أن كاد التطبيع يمحوها.