العواملة يكتب: في عين العاصفة
المحامي معن عبد اللطيف العواملة
نعم انها عاصفة كبيرة، تقترب عينها من الاردن بتسارع كبير، ولكنها كغيرها ستمر. السؤال هو كيف ستكون عليه حالنا بعد مرور هذه العاصفة؟ وهل يمكن ان نحول محصلتها الى ايجابية اذا اقتنصنا الفرصة بطريقة تؤسس لمرحلة تطور ونهضة واستنارة؟
لا شك ان الموقف الصامد لجلالة الملك، حفظه الله، ومعه الدولة الاردنية بجميع مؤسساتها والشعب بكافة اطيافه، هو حجر الاساس في التعامل مع العاصفة والتي ترجمت نفسها الى مجموعة عواصف اجتاحت العالم في وقت واحد ولا زالت ارتداداتها تدمر وتزلزل.
عملية ارباك للجميع بطريقة الصدمة بحيث يفقدون القدرة على ادارة الازمات بوعي.
الحديث عن غزة وتهجير اهلها الى الاردن ومصر، ومناطق اخرى، هو مصصم لاستدراج تنازلات عربية كبيرة في شكل السلام المستقبلي. لغاية الان، الوضع العربي مبشر حيث اننا نجد من المواقف والتصريحات ادراكا عميقا بضرورة العمل العربي المشترك. ما يدعم هذا الموقف العربي هو الصمود الاسطوري لاهالي غزة وكذاك الموقفين الاردني والمصري الواضحين. ساسة غير دبلوماسين لهم حسنة وحيدة الا وهي ان من يقف في الجبهة المقابلة يتحرر من الدبلوماسية ايضا فيفكر بوضوح ويتخذ مواقف حاسمة ومؤسسة لمواقف متقدمة اخرى حتى يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود.
على المستوى الوطني، علينا ابقاء جرعة الوعي الشعبي عالية ومنظمة والالتفاف حول القيادة لتعزيز موقفها العالمي. الفرصة التي لدينا هي العودة الى الثوابت العربية والاصرار على سلام حقيقي شامل وعادل ومستدام. اذا اضعنا تركيزنا بالفرعيات مرة اخرى سنتراجع. علينا اعادة البوصلة الى مكانها. غزة والضفة صامدتان وسوريا عائدة ولبنان يستقر ومصر تنتعش والعراق تعافى والمؤشرات العربية بمجملها ايجابية وتتجه بشكل حثيث نحو التضامن. فمع كل ما مر ويمر بنا فإن الوضع العربي الى تقدم وبخطوات ملموسة، فلنرفع السقوف ونعلي الهمم فان بعد العسر يسرا.