عبدالهادي تكتب: يعانقون المجد في السماء.. صقور سلاح الجو
نيفين عبدالهادي
عندما اختار نشامى ونشميات من بلدي، بنظرة حقيقة عالية حدّها السماء، اختاروا دخول سلك سلاح الجو الملكي، ليكونوا صقورا في سماء الوطن، وفي سماء العالم عربيا ودوليا أبطالا لا يشقّ لهم غبار، حتما كانوا يسعون لأن يقدّموا عطاء عظيما، بشخصيات تعانق السماء مهنية وإنسانية وتميزا ، مشكلين/ات، حضورا عظيما وأداء استثنائيا تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني.
نلت شرف التعامل مع صقور سلاح الجو الملكي خلال رحلتي إلى غزة، لتغطية ارسال المساعدات للأهل في غزة لصحيفة «الدستور»، لأرى وزملائي الصحفيين والإعلاميين من الأردن ومن دول عربية وأجنبية، نموذجا أردنيا عظيما في التعامل مع الإعلام بكافة وسائله، وكذلك في مهمتهم الإنسانية الوطنية المتقدّمة والمنفردة بإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للأهل في غزة بأعلى درجات التميز، لنجد أمامنا شبابا وشابات، نشامى ونشميات، يليق بهم جميعا التحليق في السماء، ومعانقة سماء المجد.
لم يقتصر الحضور على النشامى في سلاح الجو الملكي، ولا حتى في الرحلات التي تنطلق على مدار الساعة لغزة هاشم، إنما حضرت النشميات كذلك، بكل شجاعة وتعاون وإنسانية وجرأة، كطيارات، قدن عددا من الطائرات التي توجهت لغزة، بحضور مميز ومهنية عالية، وعمل هو بطولي بحرفيّة المعنى، وقفت النشميات مع زملائهن بقوة وقدرة يقدّمن عطاء كما هن نشميات الأردن في كل الميادين سواء بالسلك الأمني والعسكري، وكذلك بكافة المهن والمواقع والميادين.
في القول إنه لم يكن «ولا غلطة» في أعداد وعمل صقور سلاح الجو الملكي، سواء كان في التعامل مع الإعلام، يكمل جهودا مميزة من الإعلام العسكري، وكذلك في التعامل مع نقل المساعدات الإنسانية للأهل في غزة، ومدى البطولات التي تقدّم حتى تصل المساعدات لأرض غزة، وأهلها، والشجاعة في الموقف والأداء، وكذلك في المهنية والاحترافية التي يتمتع بها صقور سلاح الجو، بقدرات عالية وتميّز مبهر، وقدرة على اقتحام السماء باحترافية عالية وتميّز، جعل الكثير من دول العالم عربيا ودوليا تختار الأردن لجسورها الجوية دعما للأهل في غزة، لتميّز الأردن ونجاحه بهذا الشأن.
حديث ودّي يسوده لغة الطمأنة لنا طوال رحلتنا لغزة، وبين الحين والآخر يتحدث لنا نشمي من نشامى سلاح الجو الملكي، للاطمئنان أن أمورنا تسير على نحو جيد دون أي مشاكل، وغلب على حوارنا بالمناسبة الإشارات أكثر من الحديث، نظرا لارتفاع صوت الطائرات المروحية التي تقلّنا، وتزويدنا بالمياه بين الحين والآخر، ليطغى جو أردني أسري عظيم على تفاصيل ذهابنا وعودتنا، بروح وطنية تشبه الأردن والأردنيين، يكمل عظمة ما يقومون به صقور سلاح الجو لأهلنا في غزة من دور لا يمكن وصفه بعُجالة.
سؤال راودني طوال ساعاتنا ونحن نتجه لغزة العِزة، لأي عمل عظيم يقوم به الأردن بقيادة وتوجيهات من جلالة الملك عبد الله الثاني في تسيير ما لا يقل عن (20) طائرة مساعدات للأهل في غزة، في سعي دائم للعون والسند، أي جهد عظيم يقوم به صقور سلاح الجو الملكي على مدى عام وأكثر بعون من نشامى الجيش العربي، ونشامى الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، على مدى أكثر من 15 شهرا، في تلمس احتياجات الأهل في غزة وتزويدهم به دون توقف، ونحن بمدة لم تتجاوز ساعات يوم واحد نال منّا الجهد والتعب ما نال، ونحن ابناء مهنة المتاعب!!! هو جهد مقدّر جدا، وعظيم، ربما يجهل تفاصيله كثيرون، لكنه حقيقة عظيم العمل والإنجاز.
نواة سلاح الجو الملكي تشكلت عام 1948 وكانت بدايته تتألف من طائرات مروحية خفيفة حيث استمر بالتطور المستمر بثبات لمواكبة التطورات التقنية في العالم الى ان وصل الى ما هو عليه الآن باستخدامه لأحدث أنواع الطائرات كطائرة الـ ف-16 والرادارات ثلاثية الابعاد ومنظومتي الدفاع الجوي والقيادة والسيطرة للمساهمة في تحقيق المهام والواجبات الموكلة له بكل كفاءة واحتراف، ويقوم اليوم بمهام على مستوى عربي ودولي متميزة إن لم تكن من الأكثر تميزا واحترافية، بقالب أردني مميز يتزيّن بروح وطنية إنسانية مهنية عظيمة، وبالطبع يعتمد كلياً على كوادره الوطنية الفنية المؤهلة والعاملة في مختلف مديرياته التخصصية.
شكرا لصقور سلاح الجو الملكي، الذين عانقنا سماء الأردن وفلسطين معهم، وصولا لغزة هاشم، بعطاء أردني نفاخر به الدنيا.