العواملة يكتب: كيف نواجه أفكار التهجير الجديدة؟

  المحامي معن عبد اللطيف العواملة

طلع علينا الرئيس الاميريكي الجديد-القديم بافكار ايضا جديدة-قديمة عن تهجير مزمع اخر لاخوتنا الفلسطينيين. فلا يكفيهم نكبة غزة المركبة من الناحية الانسانية و المادية، حتى يأتيهم رئيس دولة عظمى بافكار موتورة سمع عنها وزير خارجيته منه لاول مرة في بث تلفزيوني مباشر، كما اعترف شخصيا و رسميا بذلك الوزير نفسه. يذكرنا هذا بحديث الرئيس ذاته قبل ثماني سنوات عن ما اسماه «صفقة القرن» و التي تمخضت عن نقل السفارة الاميريكية الى القدس، و ازدياد الاوضاع سوءا على الارض.

واجبنا نحن ان نركز على استراتيجياتنا، و سياساتنا الخاصة بنا. فماذا نحن فاعلون؟

ان مواجهة مشروع التهجير الجديد يكون بالعودة الى ابجديات الصراع. فالصراع اساسه احتلال الارض و تشريد الشعب. لقد ادى تعاملنا مع القضية الفلسطينية بالقطعة خلال العقود الماضية الى الارهاق و تشتيت الجهود. تهدد اسرائيل ببناء المستوطنات فنطالب بتجميدها، تتوعد بضم اجزاء من الضفة الغربية فندعوا الى ايقافها، تضرب لبنان و غزة فنعمل دوليا على وقف لاطلاق النار، و الان يقال بالتهجير الكامل من غزة الى مصر و الاردن، فنصرخ برفض ذلك. و هكذا ندور في الحلقات المفرغة و تتناقص مطالبنا مع الزمن و تتدنى سقوف التوقعات.

علينا ان نكسر الحلقة المفرغة فالمجرب لا يجرب. تهدد اسرائيل بضم اجزاء احتلتها اصلا، نطالب بتطبيق قرارات الشرعية الدولية كاملة و على راسها ازالة الاحتلال و تنفيذ حق العودة و حل الدولتين. تهددنا اسرائيل بان القدس عاصمة ابدية لاسرائيل و بصفقة قرن جديدة، نطالب مجددا بمحو الاحتلال و تطبيق القرارات الدولية. يقولون لنا و بكل استخفاف هجروا الغزيين الى بلادكم، نقول لهم نريد حل الدولتين و سيادة كاملة على جميع الارض الفلسطينية و حقا للعودة.

علينا التمسك بالاصل و ليس الفروع، كمحام يدافع عن قضية عادلة في محكمة الرأي العام. الاحتلال الاسرائيلي، و بتأكيد الامم المتحدة، هو اخر احتلال قائم في العصر الحديث. علينا ان نردد هذه الحقيقة في كل محفل و مناسبة، و ان لا نمل او نكل منها فهي دامغة و محرجة. علينا العودة الى الثوابت و الاصول، فالاعتناء بالفرعيات لم يجد نفعا. اهلنا على الارض صامدون، بل انهم يحرجوننا بصمودهم، اذ انه ليس من المنطق ان تكون مطالب من هم تحت القصف اعلى من شعارات من هم في خارجه. الشعب الفلسطيني صامد لم تهزه الريح، و هذا يشكل 90% من الانتصار، فهل نقدم لهم ال 10% الباقية؟