القعير يكتب: غزة "ريفييرا" أبطال فلسطين

 

إبراهيم القعير

تصريحات ترامب مع نتنياهو أثناء اللقاء الصحفي المشترك كانت فوق سقف القانون الدولي والإنساني والأخلاقي، كما أنها تجاوزت سيادة الدول وتعد جريمة حرب. انحياز كامل لصالح الاحتلال، وهي تهدف إلى تكريس الاستعمار والاحتلال والفاشية والعنصرية والإمبريالية الصهيونية في الشرق الأوسط، والاستيلاء على مقدرات الشعوب والمواقع الاستراتيجية العالمية.

وتوالت ردود الفعل من كل جهة على أقوال ترامب، حتى وصفه أحد أعضاء الكونغرس الأمريكي بالجنون...

قال نتنياهو: "في أول أسبوعين من ولاية ترامب، اتخذت أميركا العديد من القرارات لدعم «إسرائيل»، تخيلوا ماذا سيحدث خلال أربع سنوات من حكمه. أنا وترامب نعرف ما سيحدث، وهو أعظم صديق «لإسرائيل» في تاريخها."

إن ترحيب الولايات المتحدة بالإرهابي المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، نتنياهو، يظهر ازدراءً للعدالة الدولية، ويؤكد أنهم شركاء في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

يهدف ترامب بأقواله إلى تعزيز حكومة نتنياهو، التي تقف على أبواب الانهيار بسبب الصراعات الداخلية، كما يسعى إلى تعزيز موقفه في الشرق الأوسط وفي المفاوضات الجارية للمرحلة الثانية في الدوحة. إضافةً إلى ذلك، يحاول تحويل المطالبة بإقامة دولة فلسطينية إلى مجرد مساعٍ لمنع تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية.

الجميع يعرف مخططات الكيان الصهيوني المرتزق، بدءًا من شق قناة بن غوريون من غزة إلى البحر الأحمر للقضاء على قناة السويس، مرورًا باستغلال غاز غزة، وصولًا إلى توسيع نفوذ ومساحة الكيان الصهيوني، كما يظهر في الخرائط المرسومة على أكتاف جنودهم.

الآن، تبرز أهمية دور الشعوب العربية والإسلامية والصديقة للشعب الفلسطيني، المناصرة للعدالة والحرية والإنسانية، لمنع تحول أقوال المرتزق الصهيوني ترامب من مجرد تصريحات إلى أفعال، وتحقيق أهداف الكيان الصهيوني الغاصب.

على الشعب الفلسطيني المطالبة بالوحدة الوطنية وتعزيزها، حتى يتمكن من تجاوز العقبات التي تحول دون تحقيق الوحدة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. كما يجب تفعيل العديد من الأدوات التي تساعد في ردع ترامب وغيره عن التمادي على شعوب المنطقة، ومنها مقاطعة البضائع الصهيونية والدولار، وإغلاق الشركات الصهيونية الموجودة على الأراضي العربية والإسلامية.

مهما قالوا أو فعلوا، فهم لا يزالون يتخبطون تحت وقع الهزيمة الإعلامية والعسكرية والإنسانية والأخلاقية، إضافةً إلى السقوط المدوي لسردية الصهيونية. فقد انكشف نفاقهم وكذبهم فيما يدعونه حول الديمقراطية وحقوق الإنسان والطفل والمرأة والقانون والحرية. سقوط مدوٍ جعل ترامب يهذي بلا وعي.