الشريف يكتب: ملكنا ملاذ أمننا وسلامنا
إسماعيل الشريف
«أمامنا مستقبل لنبني أردن الخير والوفاء. أردن كان على الدوام، منطلقًا لما هو أعظم، فلنمضِ بثقة نحوه، بعزيمة شعبنا، وقوة مؤسساتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية، وطموح شبابنا الذي لا يعرف الحدود.» – عبد الله بن الحسين
في الذكرى السادسة والعشرين لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، يقف الأردنيون وقفة فخر واعتزاز، مجسدين أسمى معاني المحبة والولاء لملك قاد الوطن بحكمة واقتدار في مواجهة أحداث إقليمية جسيمة وتحديات داخلية معقدة. لقد جمع بين الرؤية السياسية الثاقبة والقلب النابض بالرحمة والإنسانية.
لطالما كان جلالة الملك عبد الله الثاني قريبًا من شعبه، يحمل همومهم ويشاركهم تطلعاتهم، فكان مثالًا للملك الإنسان. ترى جلالته يتابع قصص مواطنيه عن كثب ويتفاعل معها بصدق واهتمام. زياراته المفاجئة للمستشفيات للتأكد من أن أبناء شعبه يتلقون أفضل رعاية صحية، وقربه الدائم من الناس، واستماعه إلى همومهم مباشرة دون وسيط، يجسد أعمق معاني المسؤولية والالتزام تجاه الوطن والمواطن.
لا يمكن أن ننسى قصة الفتى صلاح من الزرقاء، الذي تعرض لاعتداء وحشي على يد مجرمين بتروا يديه وفقأوا إحدى عينيه. في لحظة إنسانية مؤثرة، تكفل جلالة الملك عبد الله الثاني بعلاجه على نفقته الخاصة، متابعًا حالته عن قرب، وموجهًا بتقديم الجناة إلى العدالة دون تأخير. ولم تكن قصة صلاح استثناءً؛ فقد امتدت يد الملك الحانية لتشمل مئات الحالات الأخرى، حيث يظل الديوان الملكي العامر ملاذًا لكل محتاج. أبوابه مفتوحة دائمًا، لتوفير العلاج وتغطية الحالات المرضية للمواطنين على نفقته، في تجسيد رائع لروح المسؤولية والإنسانية التي يحملها قائد الوطن.
أتذكر جلالة الملك عبد الله الثاني في أحد أيام الجمعة، حين ظهر وسط الدخان وهو يشارك بنفسه في إطفاء النيران التي اندلعت في دابوق، جنبًا إلى جنب مع المواطنين وأجهزة الدفاع المدني. كان مشهدًا مؤثرًا تناقلته وسائل الإعلام حول العالم، ليعكس صورة قائد يقف في الصفوف الأولى مع شعبه. ولا ننسى مشهده وهو على متن طائرة إغاثة، يلقي بنفسه المساعدات الإنسانية لشعب غزة المنكوب، في لحظة تعكس عمق إنسانيته والتزامه بقضايا الأمة.
الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، كان دائمًا ملاذًا آمنًا وواحة للإنسانية في أوقات الأزمات. استقبل ملايين اللاجئين من العراق وسوريا، وفتح أبوابه لهم حين أغلقت باقي الأبواب في وجوههم. وفّر لهم ما يحتاجونه من مأوى ورعاية، وقسم معهم رغيف الخبز، رغم التحديات والموارد المحدودة. وعندما حان وقت عودتهم إلى أوطانهم، غادروا حاملين في قلوبهم شكرًا عميقًا للأردن وشعبه على كرم الضيافة ونبل الموقف.