الشرع يطالب روسيا بتسليم الأسد ومساعديه
كشفت وكالة رويترز، نقلًا عن مصدر سوري مطلع، أن القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع طالب الجانب الروسي بتسليم الرئيس المخلوع بشار الأسد ومساعديه المقربين، الذين لجأوا إلى روسيا عقب سقوط نظامه في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وفي أول تعليق رسمي، رفض المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف تأكيد أو نفي ما إذا كان هذا الطلب قد طُرح خلال الاجتماع الذي عُقد أمس في دمشق بين الشرع وميخائيل بوغدانوف، نائب وزير الخارجية الروسي.
من جهتها، أكدت الخارجية الروسية أن المحادثات جاءت في "لحظة حاسمة" للعلاقات بين البلدين، مشيرةً إلى أن موسكو تدعم سيادة سوريا وسلامة أراضيها، كما وصف بوغدانوف اللقاءات التي جمعته بالشرع ووزير الخارجية السوري أسعد الشيباني بأنها كانت جيدة، عملية، وبنّاءة.
وأكد المسؤول الروسي استعداد بلاده لمساعدة سوريا في استقرار الأوضاع الداخلية، ومعالجة الأزمات الاقتصادية والاجتماعية من خلال حوار سياسي شامل بين مختلف القوى السورية.
مصير القواعد الروسية ومرفأ طرطوس
وحول مستقبل الوجود العسكري الروسي في قاعدة حميميم الجوية ومرفأ طرطوس البحري، قال بوغدانوف إن بقاء هذه القواعد يحتاج إلى مزيد من المفاوضات مع الإدارة السورية.
أما بشأن إلغاء العقد المبرم بين الحكومة السورية وإحدى الشركات الروسية لإدارة مرفأ طرطوس، فقد أوضح أن هذه القضية فنية وتجارية بحتة، مشددًا على أن وضع المنشآت الروسية في سوريا لم يتغير، وأن الجانبين سيواصلان الحوار حول جميع جوانب التعاون.
العدالة الانتقالية وإعادة الإعمار
من جانبها، أفادت وكالة الأنباء السورية "سانا" بأن المباحثات تناولت قضايا رئيسية، مثل احترام سيادة سوريا وسلامة أراضيها، إضافةً إلى دور روسيا في دعم التغييرات الإيجابية الجارية في البلاد.
وأكدت الإدارة السورية التزامها بتحقيق العدالة الانتقالية، وضمان المساءلة عن الانتهاكات التي وقعت خلال الحرب، بما يحقق العدالة للضحايا. كما شددت على أن استعادة العلاقات بين البلدين يجب أن تعالج أخطاء الماضي، وتحترم إرادة الشعب السوري، وتخدم مصالحه الوطنية.
يُذكر أن هذه الزيارة هي الأولى من نوعها لوفد روسي رفيع المستوى إلى دمشق منذ الإطاحة بالنظام السابق، ما يعكس تحولات كبيرة في العلاقات بين موسكو ودمشق.