الفايز يكتب: إيران ومسؤوليتها عن جرائم الحرب في سوريا
د. سعد الفايز
أشار علي أكبر ولايتي، المستشار الرئيسي للمرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، إلى أن سوريا الأسد هي «الحلقة الذهبية لسلسلة المقاومة في المنطقة»، وعندما اندلعت الحرب الأهلية السورية التي أشعلتها الانتفاضات ضد حكم الأسد في عام 2011 وكانت القوات الحكومية تفقد المزيد من الأراضي كل يوم، قررت إيران التدخل لمساعدة النظام السوري، وابتداءً من عام 2013، بدأ الحرس الثوري الإسلامي الإيراني في إرسال مستشارين عسكريين وتعبئة الميليشيات الشيعية من لبنان والعراق وأفغانستان لارسالهم الى سوريا، ولا ينبغي إغفال الدور الخ?ص الذي لعبه حزب الله في دعم النظام السوري (بشار الاسد).
وتشير التقديرات إلى أن إيران استثمرت ما بين 30 مليار–50 مليار دولار أميركي على مدى السنوات الثلاث عشرة الماضية في سوريا، فقد كانت سوريا عنصراً أساسياً في «محور المقاومة»، وهذا يعود لتحالفهما إلى دعم حافظ الأسد لإيران أثناء الحرب مع العراق، وقد وفرت سوريا ممراً لنقل الأسلحة إلى حزب الله، الذي يعتبر القوة الرئيسية في هذا المحور، وكان خامنئي يؤكد أن سوريا دولة محورية وضرورية في المنطقة العربية للاستراتيجية الإيرانية، حيث كانت سوريا الحكومة العربية الوحيدة داخل هذا المحور.
إن سقوط سوريا كركيزة لهذا المحور يمثل هزيمة كبيرة، سواء من الناحية الاستراتيجية أو الإيديولوجية، وخاصة بالنسبة للمرشد الأعلى وأنصار التدخل الإيراني في سوريا، ويمثل سقوط نظام بشار الأسد انتكاسة خطيرة لإيران التي اضطرت إلى سحب قواتها وأصولها من سوريا، بما في ذلك حزب الله، ونتيجة لهذا، فقدت إيران موطئ قدم استراتيجي بالغ الأهمية في المنطقة، وقد أثار قرار إيران بالامتناع عن دعم الأسد ضد الثوار في عام 2024 إنتقادات شديدة داخل الحرس الثوري وزاد من المخاوف بشأن التداعيات المحتملة على الاستقرار الداخلي في إيران، وي?اجه النظام الإيراني حقيقة مفادها أن تركيا كانت وراء التطورات في سوريا وسوف تصبح الطرف المهيمن في مستقبل سوريا، وفي هذه المرحلة، تبنت إيران نهج الانتظار والترقب، معتمدة على سيناريوهات عدم الاستقرار في سوريا التي قد توفر فرصاً للتحالف مع الفصائل المحلية المعارضة للنظام الجديد الذي سيبرز بعد بشار الأسد.
وقد ارتكب حزب الله «جرائم مروعة» و"مجازر» ضد المدنيين السوريين العزل خلال الحرب الأهلية السورية، بما في ذلك: الحصار الوحشي ضد المدنيين الذي منعهم من تلقي الغذاء والدواء، والتدمير الكامل لمدن سوريا بأكملها.
إن المقاتلين المدعومين من إيران، مذنبون بارتكاب العديد من جرائم الحرب ضد السوريين والتي من المحتمل أن تكون قابلة للمقاضاة في المحاكم الدولية مثلما ظهر في المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة والتي كانت تتمتع بسلطة مقاضاة المذنبين بارتكاب «القتل العمد» و"التعذيب أو المعاملة اللاإنسانية» و"التدمير الشامل للممتلكات والاستيلاء عليها» والاغتصاب و"الاضطهاد على أسس سياسية وعرقية ودينية» فيما يتعلق بالإبادة الجماعية في سوريا فقد ارتكب المقاتلون الأجانب المدعومين من إيران العديد من الجرائم التي تصنف ضمن فئة?الجرائم الدولية، ففي بعض الأحيان، بلغت الانتهاكات التي ارتكبها المقاتلون الأجانب المدعومون من إيران أعماق الانحطاط المرتبط عادة بتنظيم الدولة الإسلامية، ويشمل ذلك حرق المدنيين حتى الموت، والقتل الجماعي، والاغتصاب المنهجي، والتعذيب، والقتل المتعمد للأطفال. ومع ذلك، في حين كان يتم إدانة جرائم داعش بشكل قاطع، فإن جرائم المليشيات الإيرانية غالبًا ما يتم إهمالها أو تجاهلها أو التقليل من شأنها، ولم يتم محاسبة ايران على هذه الجرائم.
وعليه بعد سقوط نظام بشار الأسد والكشف عن المقابر الجماعية والسجون السورية، يجب على منظمات حقوق الإنسان السورية والعالمية المطالبة بمحاكمة نظام بشار الأسد وإيران عن الجرائم التي تم ارتكابها ضد الشعب السوري العربي