عبدالهادي تكتب: الحاجة فلحة.. حكت ما في قلوبنا

  نيفين عبدالهادي

صورة جلالة الملك عبدالله الثاني والفيديو الذي تضمن زيارة جلالة الملك أثناء تفقده لمسكن عائلة الحاجة فلحة العلاقمة، شكّل خلال اليومين الماضيين «وسما» على مستوى محلي وعربي، فقد تابعه الملايين من داخل المملكة وخارجها، فقد شاهدنا عظمة الملك عبد الله الثاني، عظمة الإنسان والأخ وطبيعة الملوك، وأخلاق الهاشميين، تابعنا تفاصيل طبيعية غابت عنها بروتوكولات اللقاءات الرسمية، وحضرت بها إنسانية الملك وقيادته الاستثنائية.

أمس الأول، وخلال تفقد جلالة الملك عبدالله الثاني، مسكن عائلة الحاجة فلحة العلاقمة، التي كان جلالته قد التقاها في زيارة سابقة بمنطقة دير علا، رأينا مشهدا لا يمكن أن تراه إلاّ في الأردن، حيث استقبلت الحاجة فلحة جلالة الملك بالقبلات والعناق الحار والدعوات الخالصة لله بحماية جلالته وأن يحفظه الله، دعوات من قلب طيب لقائد عظيم، رأينا حجم حب حقيقة تشوه نقل عظمته الكلمات، فقد عبّرت الحاجة فلحة بطريقة عفوية رائعة عن حبها لجلالة الملك وتعاملت مع جلالته كفرد من أفراد أسرتها، رأينا تواضع الملك وإنسانية بل أعلى درجات الإنسانية، ورقي في التعامل وبساطة تجاوزت كل معاني الحب والتواضع والعطاء والتفاعل مع المواطنين.

وبين هذه التفاصيل التي تحكي يقين حبّ ووفاء بين الملك والمواطنين، تابعنا إصرار جلالة الملك على أن تدخل الحاجة فلحة قبله إلى مسكنها وهي تمتنع عن ذلك إلا أن سيدنا أصرّ، وقال جلالته «ما بصير بيتك»، هي أخلاق جلالة الملك وبساطة تعامله مع المواطنين، وإلغاء أي بروتوكولات في تعامله مع المواطنين، عندما يدخل منزل الحاجة فلحة دون أي تكليف وبكل طبيعية ويقدّمها دخولها لمنزلها، حقيقة يصعب نقل ما في قلوبنا وعقولنا ونحن نتابع هذه العظمة الملكية بكلمات بسيطة، فما رأيناه هو الكل من العطاء والحب والتواضع والقيادة العظيمة، نعم هو الكل من المثالية والنموذجية، بما يجعل من هذه التفاصيل رؤى يبنى عليها بدءا من التواجد بالميدان والتعامل مع المواطنين وصولا لما يحتاج الوطن والمواطن من عطاء وإنجازات.

جلالة الملك هيبة الملك، ورحمة وعطف أعظم القلوب، تعامل طبيعي جدا، دون أي طبيعة رسمية في تعامل جلالته مع الحاجة فلحة، تصرفات عفوية بهيبة ملكية، حديث عفوي بين جلالته والحاجة فلحة، فيه من الرسائل والحِكم ما يتفوق على كل معاني العطاء الحقيقي، وفي دعوات الحاجة فلحة وفي قولها «العين إللي تلد عليك تنعمي» قصة كاملة من الوفاء والعهد الأردني في قلوبنا وعقولنا وحياتنا لجلالة الملك عبد الله الثاني، تاريخ وحاضر ومستقبل من التأكيد الأردني بعهد للملك عبد الله يكبر ويتعمق مع كل ثانية بل مع كل جزء من الثانية، وحناجرنا تصدح بكلمة «آمين» لدعوات الحاجة فلحة التي حكت بلغة بيضاء بسيطة وعفوية مميزة ما في قلوبنا جميعا، لنجد في كلماتها وعناقها لجلالة الملك حالة أردنية عميقة نحياها جميعا تزيد ولا تنقص.