النعيمي يكتب: أحمد القسيم..
خلدون ذيب النعيمي
«فضل الأردن ما نسيناه والشكر واجب علينا، والشكر واجب علينا لأهل الديرة الأردنية» مقطع هجيني أثناء الدحية في أحد الأفراح ردده الفنان الشعبي السوري أحمد القسيم اصبحت بمثابة ترند منتشر على وسائل التواصل الاجتماعي والفضائيات المختلفة يحاكي ما يحمله كل لاجئ سوري في الأردن من شكر لهذا الوطن الذي احتضنه لاكثر من 10 اعوام بعد ان فر بعائلته من جحيم الحرب،.. كلمات على بساطتها فهي بلا شك تعكس الشكر الصادق لبلد شعر به هولاء اللاجئون بكرامتهم والأمن والاطمئنان فكان ذلك بمثابة انطلاقة جديدة بحياتهم وعائلاتهم، ومن هنا فليس غريباً ما ذكره احد اللاجئين عندما هم بالعودة لبلاده بأن مكتوب عليه ان يذوق مرارة الغربة مرتين اولها وهو يغادر وطنه والثانية وهو يغادر الاردن.
أحمد القسيم بداياته من مسقط راسه في احد بلدات حوران السورية حيث اشتهر بصوته وغنائه في الافراح والمناسبات، وبعد اندلاع الحرب لجأ الى حوران الاردنية واقام فيها بحكم تشابه العادات والتقاليد والديمغرافيا وانتشر منها من جديد مردداً التراث الاردني الحوراني والبدوي والبلقاوي والجنوبي فغنى للاردن ككل من خلال « غالي علينا يا وطن والاردن تبقى أولا»، وتغزل بشوارع إربد وسهام المفرق وتغنى بجبال السلط وعمان ومدح كرم الكرك ومعان، بل طوع القسيم كثير من الاغاني الشبابية بقالب تراث محلي جميل فأصبحنا نسمع «تسرح وتمرح» و»طلوا الصيادة» للرحابنة و»خطبوها» لعازار حبيب خلال دبكات المجوز والدحية الشعبية.
يليق بهذا الوطن ان يتغنى به لاجئوه ويشكروه وهو الذي قاسم لقمة وماء ودواء ابنائه معهم بكل كرامة وانسانية، احترام كرامة الانسان وحقوقه كمرتكز أساسي قام عليه هذا الحمى بتاريخه فكان بحق اليد الرحيمة بهم، وليس بعيداً عن القسيم وجه الفنان السوري مازن الناطور « شكراً لكم من اعماق القلب قيادة وشعباً وحفظ الله الاردن حصناً حصيناً ضد كيد الطامعين والمعتدين» قالها شاكراً الاردن الذي كان نعم المعزب لضيوفه، و سر صدق الأردن ونجاحه في ذلك كله انه لم يحاول استغلال ماساة اللجوء لمصالحه فكان الهم الانساني هو الشاغل له، فهو لم يعصف نفسه بالتجاذبات الداخلية السورية وقبلها الفلسطينية الا بالقدر الذي يحفظ فيه أمنه واستقراره.
ونحن نحيا في هذه اللحظة بوادر الاستقرار السوري وتحطم الاهداف الاسرائيلية في العدوان على مدنيي غزة بفضل صمودهم البطولي على ارضهم، نقولها شكراً لكل من حفظ ود الأردن وتضحياته لأهله التي يراها ديدناً هاشمياً واجباً دون منة للأشقاء انطلاقاً من تاريخه الأغر، ونقولها بملأ الفم شكراً لكم يا أهل غزة على بطولاتكم وتضحياتكم، والشكر الكبير ايضاً لأنك يا غزة العزة أظهرت مواقف الأردن العظيم بشكل أكبر من كلام الثناء والمديح.