السبايلة يتحدث لـ"أخبار الأردن" عن مدى استقرار الهدنة حال إنجازها
قال الخبير في الشأن الاستراتيجي الدكتور عامر السبايلة إن التطورات الراهنة تشير إلى وجود عدة عوامل تساهم في تعزيز احتمالية إنجاز صفقة الرهائن في هذه المرحلة الحساسة.
وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن الضغوط الدبلوماسية المكثفة التي تمارسها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تأتي على رأس هذه العوامل.
وبيّن السبايلة أن هذه الإدارة تسعى بشكل محموم لتحقيق إنجاز ملموس يمكنها تقديمه كإنجاز سياسي كبير مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض، وذلك من خلال التركيز على "ورقة الرهائن" كأداة ضغط رئيسية، والتي باتت تُعتبر العامل الحاسم لتحقيق تقدم على هذا المسار.
ومع ذلك، يجب أن نضع في الاعتبار أن المرحلة الحالية لن تكون سهلة أو قصيرة الأمد، ذلك أن الحديث عن صفقة من هذا النوع يعني الدخول في سلسلة طويلة ومعقدة من المخاضات السياسية والدبلوماسية، والتي ستستمر على مدى أسابيع، وربما أشهر. الصفقة، كما تُطرح الآن، تبدو هشة إلى حد كبير، ما يعني أنها قد تتعرض لانهيار محتمل في أي لحظة. وهذا السيناريو قد يتحقق إذا لم تثبت ورقة الرهائن فعاليتها في تحقيق الأهداف المرجوة، أو إذا عجزت الأطراف المعنية عن الالتزام بتفاهماتها الأولية، وفقًا لما صرّح به السبايلة.
ولفت الانتباه إلى أن الولايات المتحدة تلعب دورًا محوريًا في الضغط على الأطراف، ومن خلال الدبلوماسية المكثفة التي تقوم بها إدارة ترامب، يبدو أن هذه الإدارة تدرك أهمية استخدام اللحظة السياسية الراهنة لتمرير الصفقة، حيث تعوّل على توظيف ورقة الرهائن كأداة استراتيجية لفرض إرادتها على الأطراف المعنية، ومع ذلك، فإن هشاشة الاتفاق المحتمل لا تخفى على أحد، إذ يواجه تعقيدات جمّة تتعلق بطبيعة المصالح الإسرائيلية والأولويات الأمنية التي تضعها تل أبيب فوق أي اعتبارات أخرى.
وذكر السبايلة أنه من المستبعد أن تدوم أي صفقة يتم التوصل إليها لفترة طويلة، فالسبب الأساسي لذلك يكمن في الهاجس الأمني الإسرائيلي، الذي يمثل حجر الزاوية في سياساتها الإقليمية، مضيفًا أن إسرائيل لن تتنازل عن هذا البعد بأي شكل من الأشكال، وستسعى للحفاظ على تفوقها الأمني مهما كان الثمن. ومن هنا، فإن لحظة الصدام مع الواقع تبدو حتمية.
وأشار إلى أنه لا يمكن إغفال التأثير المحتمل للتصعيد في حال فشل الصفقة أو تعثر تنفيذها، وأي تراجع في التفاهمات قد يؤدي إلى عودة الأوضاع إلى مربع التصعيد، ما سيعني مزيدًا من التوتر والتدهور في المنطقة، في المقابل، نجاح الاتفاق، حتى وإن كان مؤقتًا، قد يفتح الباب أمام مقاربة جديدة تستند إلى الدبلوماسية والضغط الدولي كوسيلة لتجنب المواجهات الكبرى.