الروسان يكتب: نار تحت الرماد
العميد الركن م. أيمن الروسان
سقوط نظام الاسد جعل الشعب السوري يقف امام مرحلة جديدة تحمل معها فرص التغير وفي ذات الوقت تحمل معها مخاطر جسيمة اذا لم تدار بحكمة وشراكة حقيقية بإدارة وطنية صادقة تعمل بروح الدستور لتحقيق طموحات السوريين وإبعاد خطر شبح التقسيم او حدوث ثورة مضادة او استنساخ النموذج الليبي او اليمني كون عديد فصائل المعارضة ولاءاتها مقسمة ،
وتمويلاتها الخارجية متعددة فهي في تضاد وتباين ايديولوجي والصراع بينها خفي . كما ان شخصية الشرع جدلية ، لاندري ان مايفعله يُملى عليه ام يتصرف بقناعته ، حيث انه لم يبدي اي تعليق على الوجود الامريكي على الاراضي السورية كما انه لم يبدي اي ردة فعل على هجوم جيش الاحتلال على الجيش السوري ومقدراته واجتيازه منطقة فض الاشتباك بنية انشاء
مستوطنات فيها ووصوله الى درعا محتلا جبل الشيخ و مسطحاته المائية .
كل هذا يرجعنا الى تهديدات الاسد "اما انا او الفوضى وان سقوطه يعني تقسيم سوريا الى دويلات وتفتيتها الى كيانات طائفية وعرقية .. لذا ليس امام الجميع الا التعامل مع الشرع ووضعه امام تحدي حقيقي باثبات تجرده من اي مصالح واي تبعية وتمتعه بحس المسؤولية الوطنية لادارة المرحلة الانتقالية بتمسكه بوحدة سوريا ومركزيتها في مواجهة الدعوات الى التقسيم او الفيدرالية . واقع الامر ان الشرع تمكن من انجاح اول تحول سياسي في تاريخ سوريا من غير اراقة الدماء واستطاع تشكيل حكومة واصبح مَحج للدبلوماسين من مختلف الدول المتاثرة والمؤثرة في العالم . لكن هذا لايعني باي حال انه تجاوز مرحلة الخطر .
سوريا يتهددها العديد من السيناريوهات التي يفرضها الامر الواقع والتدخلات الاقليمية ، ايران لن تًسلم بهذه البساطة وتُقر بتحيدها وروسيا لن تنهي وجودها وتترك سوريا كاملة لامريكا هنيئًا مريئًا وتركيا لن تسمح بتواجد كردي على حدودها ولن تسمح بعد هذا الانجاز ان تضيع جهودها سدى وبالنسبة الى دولة الاحتلال سوريا اخطر من ان تُترك للسوريين ولهذا كُشف مؤخرا عن اجتماع سري لمجلس وزرائها نضحت نتائجه باقتراح عٓقد مؤتمر دولي لتقسيم سوريا الى دويلات وبالمقابل امريكا لن ترضى ان يكون النظام الجديد في سوريا غير موالي لها وغير متصالح مع اسرائيل . خلايا داعش بولاء غامض ، الاكراد يسعون الى الانفصال والى اقامة حكم ذاتي او دولة مستقلة الدروز ينئوا بانفسهم عن هذا الصراع العلوين والشيعة في الساحل يريدون ان يستقلوا او يضمنوا امانهم من خلال ادارة ذاتية ، اضف الى ذلك اعاقات فلول التظام .. لا احد يرضى ان يكون خارج اللعبة المسيحيين انخرطوا بالمجتمع السوري لا اطماع لهم لكن لديهم مخاوف من تاثير دولة سنية متطرفةعلى وجودهم وعلى حقوفهم .
واضح ان المفتاح أنتقل من يد روسيا وإيران الى يد تركيا واسرائيل و برعاية امريكية .وفي ظل ذلك فأن بناء شرعية سياسية يتطلب بناء مقاربة شاملة ذات طابع براغماتي يستوعب الجميع , وهذا أمر يبدو بعيد المنال رغم محاولات الشرع المستميتة لتقديم نموذج أقرب الى الأسلام المعتدل أو المدني ورغم ان الشعب السوري ذو تاريخ منفتح على العالم يؤمن بوحدة سوريا متعايش مع طوائفه .
المعادلة معقدة والنار تختبيء تحت الرماد سرعان ما تثير ريح ما جذوتها فتشتعل . اللهم سلم .